

قدمت وكالة بيت مال القدس، يوم أمس الأربعاء بالرباط، حصيلة ربع قرن من عملها في دعم المقدسيين بفلسطين، وقدم محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس، خلال مؤتمر صحفي تزامن مع احتفاليتها بـ”الويبيل الفضي 2023″، حصيلة الوكالة في 25 عاما الماضية على هيكلتها ودخولها حيز العمل الفعلي (1998-2022) وكذا الخطوط العريضة لبرنامج احتفالية الويبيل الفضي.
وقال الشرقاوي، في عرضه، إن إجمالي التبرعات التي توصلت بها الوكالة، خلال 25 سنة الماضية، بلغت حوالي 64.9 مليون دولار أمريكي، مشيرا إلى أن هذا المبلغ يتوزع إلى 22.3 مليون دولار في صنف تبرعات الدول، تمثل منها مساهمة المملكة المغربية نسبة 75 في المائة، و27.1 مليون دولار في صنف تبرعات المؤسسات، و15.5 مليون دولار في صنف تبرعات الأفراد.
وأضاف المدير المسير للوكالة، أنه بهذه المبالغ تمكنت الوكالة، التابعة للجنة القدس، برئاسة الملك محمد السادس، من تنفيذ 200 مشروع، استفادت منها كافة فئات المجتمع المقدسي، وتوزع على أحياء محافظة القدس وقراها، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، وامتدت إلى بعض أرياف المحافظة.
وبلغت كلفة المشاريع الاجتماعية، حسب الشرقاوي، 64 مليون دولار، توزعت على قطاعات الإعمار والترميم وحيازة العقارات، والصحة، والتعليم، ومشاريع الفلاحة والتجارة ودعم الاقتصاد المحلي، كما توزعت على مشاريع الإعلام والثقافة والنشر والتدوين، ومشاريع الشباب والرياضة والطفولة، ومشاريع الدعم والتمكين والتنمية البشرية، ومشاريع المساعدة الاجتماعية (الأيتام، الأرامل، الأشخاص المسنين، الأشخاص في وضعية الإعاقة).
وسجل الشرقاوي توقف مساهمات الدول في سنة 2011، إذ لم تتوصل الوكالة منذ ذلك الحين بأية مساهمة من أية دولة كانت، لتبقى المملكة المغربية هي الممول الوحيد لهذه المؤسسة بـ 100 في المائة في صنف تبرعات الدول، وحوالي 70 في المائة في صنف تبرعات المؤسسات والأفراد، مؤكدا على أن الوكالة تخصصت في البرامج والمشاريع الاجتماعية الملموسة، التي يعود أثرها المباشر على حياة السكان في قطاعات الصحة والتعليم والإعمار والثقافة والرياضة.
وأشار المدير المسير إلى أن الوكالة وضعت نصب أعينها المساهمة في تنمية الإنسان المقدسي، وإشاعة الأمل في صفوف أجيال القدس، ووضعت برامج للتمكين والتدريب وتنمية القدرات، موجهة خصوصا لفئات المرأة والشباب واليافعين والأطفال، مشددا على أن الوكالة تولي أهمية خاصة لبرامج المساعدة الاجتماعية الموجهة لفئات المجتمع المقدسي في وضعية الحاجة إلى المساعدة كالأيتام والأرامل والمطلقات والأشخاص المسنين، والأشخاص في وضعية إعاقة والأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
يُشار إلى أن وكالة بيت مال القدس الشريف تعمل، تحت الإشراف المباشر للملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وهي مؤسسة إنسانية اجتماعية من اختصاصاتها المساهمة في صيانة الموروث الحضاري لمدينة القدس والعمل على حمايته والحفاظ عليه كتراث مشترك للإنسانية.
كما تعمل الوكالة على تحصين الهوية الثقافية للمدينة وتكريس وضعها القانوني ومركزها الديني بما يساعد على إشاعة قيم السلام والتسامح والعيش الواحد بين أتباع الديانات السماوية الثلاث، فضلا عن تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للفلسطينيين في القدس، مسلمين ومسيحيين، ودعم مؤسساتهم، وتوفير شروط التنمية في المدينة.