وليد كبير: بيان الخارجية الجزائرية محاولة يائسة للتغطية على عزلة نظام يلفظ أنفاسه الأخيرة في ملف الصحراء

اعتبر الإعلامي والناشط السياسي الجزائري وليد كبير، أن البيان الأخير الصادر عن وزارة الخارجية الجزائرية، عقب تأكيد الولايات المتحدة على تجديد اعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، يعكس بوضوح التخبط والعزلة التي بات يعيشها النظام الجزائري، بعد أن أصبح وحده في مواجهة الموقف الدولي الثابت والداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وأكد وليد كبير في تصريح خص به موقع “برلمان.كوم”، أن البيان الجزائري جاء كرد فعل متسرع، وبلغة دبلوماسية أقل حدة من تلك التي استُعملت في مناسبات سابقة، خاصة بعد اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، وهو ما يدل على إدراك النظام الجزائري لحجم الخسارة التي مُني بها في هذا الملف.
وأضاف كبير أن الولايات المتحدة، باعتبارها قوة عظمى وعضوا دائما في مجلس الأمن، جددت تأكيد موقفها الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب، وهو ما يفنّد مزاعم الأبواق الإعلامية الجزائرية التي طالما روجت لكون الاعتراف الأمريكي مجرد “تغريدة عابرة”.
وأوضح الإعلامي الجزائري أن البيان الجزائري، ورغم محاولته ارتداء ثوب الدبلوماسية، إلا أنه حمل اتهاما خطيرا للولايات المتحدة، عبر الإيحاء بأن كل الدول التي اعترفت بسيادة المغرب على صحرائه تخرق الشرعية الدولية، في موقف وصفه كبير بـ”العبثي”، ويعكس عقلية النظام المعزول عن التحولات الإقليمية والدولية.
ولفت كبير الانتباه إلى أن غياب النسخة الإنجليزية للبيان الجزائري يكشف نية النظام في تجنب المواجهة المباشرة مع المجتمع الدولي، والاكتفاء برسائل موجهة للاستهلاك الداخلي، في محاولة لامتصاص الصدمة داخل الرأي العام المحلي، بعد الضربة الموجعة التي تلقاها من الدبلوماسية الأمريكية.
وأكد كبير أن بيان وزارة الخارجية الأمريكية الأخير نسف كل الخطابات الترويجية التي كانت تسوقها الآلة الدعائية للعسكر، والتي ادعت طيلة سنوات أن الاعتراف الأمريكي لا يعدو أن يكون قرارا فرديا لترامب، واليوم، تضيف تصريحات كاتب الدولة الأمريكي، أن لا حل لقضية الصحراء خارج إطار الحكم الذاتي وسيادة المغرب، ما يؤكد أن الموقف الأمريكي هو خيار استراتيجي غير قابل للتراجع.
وشدد وليد كبير على أن الجزائر لم تعد تملك أي ورقة رابحة في هذا الملف، بعدما تخلت عنها أغلب العواصم المؤثرة، وأصبحت معزولة دبلوماسيا، مشيرا إلى أن واشنطن قدمت للنظام الجزائري فرصة أخيرة لمراجعة موقفه، والمساهمة بجدية في استقرار المنطقة، بدل الاستمرار في رهانات خاسرة تجاوزها الزمن.