رمضانياتغير مصنف

أحداث وقعت في رمضان: معركة العبور…النصر المحقق

الخط :
إستمع للمقال

في العاشر من رمضان سنة 1393 -1973م كانت معركة “العبور” أي عبور القوات المصرية المسلحة قناة السويس من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية، بعد احتلال اليهود لها مدة نحو سبع سنوات.

واهتم الباحثون الذين يخبرون تاريخ هذه المعركة بأبعادها وتداعياتها، حيث تم التأكيد على أن الأزمة السياسية في مصر ألقت بظلالها القاتمة على ذكرى معركة العبور المجيدة، (6 أكتوبر 1973)، حيث شهد الفضاء الافتراضي سجالاً حاداً، وصل إلى حدّ التراشق، بين طرفيْن.

جنح الأول إلى الانتقاص والتبخيس من قدر الانتصار الرائع، وحجّم الإنجاز العسكري الكبير الذي كان معجزةً عسكريةً وفق كل المعايير، وهبط بعضهم إلى مستوىً غير معقول، عندما ادّعى أنّ معركة العبور كانت “مسرحية” مشتركة، تحت إشراف القوى الدولية، من أجل هندسة مشهد إقليمي جديد.

يذكر المؤرخون في هذا الصدد، أن التوظيف السياسي لمعركة العبور كان حاضرا بقوة في عهد حسني مبارك، حيث جرى التضخيم الإعلامي الشديد في دور “الضربة الجوية” التي “فتحت باب الحرية”، وكأنّ المعركة اختُزِلَت في الضربة الجوية، كما جرى تضخيم مماثل لدور قائد سلاح الجوّ، بهدف الحصول على شرعيةٍ بصورةٍ أو بأخرى، من شأنها التغطية على حجم الفشل الذريع، والإفلاس الإنجازي لنظام مبارك.

فقد كانت الحقبة “المباركية” الطويلة بامتياز حقبة (اللامشروع واللاهدف)، والانهيار الشامل لمؤسسات الدولة، والتجريف الممنهج للمجتمع، كما جرى، بالقدر نفسه، الانتقاص الشديد بحقّ شخصياتٍ قيادية، كان لها دور كبير في المعركة، مثل الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري إبّان المعركة التي كان بطلها، والعقل المُفكّر لها، وظلّ طريداً في المنفى سنوات، وعندما عاد إلى الوطن، كان جزاؤه السجن بضع سنين.

وتم تجاهل دور سلاح “الدفاع الجوي” في المعركة، وكان دوراً رئيسياً غير مسبوق في التاريخ العسكري الحديث، حيث تمّت عملية العبور بغطاء من صورايخ الدفاع الجوي المضادة للطائرات، وليس بغطاء جوي تقليدي، وكان لتلك الصواريخ الفضل الأكبر في إسقاط طائرات العدو.

كانت معركة “العبور” معجزة عسكرية حقيقية بكل المقاييس في مراحلها كافة. وفي هذا الصدد، كتب جمال حمدان في كتابه “6 أكتوبر في الاستراتيجية العالمية” عن ملحمة اقتحام خطّ “بارليف”:

“الخلاصة، لقد كانت ملحمة اكتساح خطّ بارليف، في جوهوها، صراعاً بين الشجاعة والمناعة، شجاعة المقاتل البحتة، ومناعة الأبراج المُشيّدة، مثلما كانت مواجهةً بين فلسفة الخطوط الزاحفة المتحرّكة، ونظرية الخطوط المُحصّنة الثابتة. وفي الحاليْن، تغلّبت الأولى على الثانية: تغلّبت الإرادة على الأرض، والإنسان على السلاح، وأصحاب الأرض على الغاصبين. لقد جاءوا، رأوا، وانتصروا…عبروا…اكتسحوا وانطلقوا”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى