
بعد معاناة طويلة وصبر على شلل أطراف ألزمه الفراش منذ قرابة العشرين سنة، تعبت روح أحمد الخطوطي من انتظار فرج بمستشفى الاختصاصات التابع لابن سينا بالرباط، لتذهب للقاء خالقها اليوم الجمعة.
أحمد الخطوطي ابن مدينة الدريوش، والذي كان يعتبر درسا في الصبر وقوة الإيمان، كان يرقد في مستشفى الاختصاصات، المستشفى الذي أصبح منزله منذ أن ولجه سنة 1998 بعد إصابته بشكل مفاجئ بشلل اصاب اطرافه وجهازه التنفسي وهو في ريعان شبابه وهو لم يتجاوز بعد ربيعه الواحد والعشرين، لترتبط حياته منذ تلك اللحظة بغرفة إنعاش وآلات تنفس اصطناعي.
الراحل أحمد والذي اشتهر بالإبتسامة التي لم تفارق محياه يوم رغم معاناته، كان آخر حالة مصابة بشلل الأطفال في المغرب، وهو مرض فيوسي يغزو الجهاز العصبي، يحدث شللا تاما في غضون ساعات قليلة.
ابن مدينة الدريوش ظل متمسكا بأمل الحياة ورؤية السماء يوما، لم يفقد الأمل يوما في التمكن من إجراء عملية جراحية باهظة الثمن لا تجرى في المغرب كانت لتمكنه من الإستغناء عن جهاز التنفس الاصطناعي، فارق الحياة بعض ظهر اليوم، واضعا نقطة نهاية لقصة معاناة وحياة قضى نصفها بين جدران غرفة انعاش محاطا بأجهزة ربطه 19سنة بالحياة.



