الأخبارمجتمعمستجدات

أحمد رضى بنشمسي وصحافة التشهير..

الخط :
إستمع للمقال

انتقد أحمد رضى بنشمسي، موظف بمنظمة يومان رايتس ووتش، أوضاع حرية التعبير وحرية الصحافة في المغرب، متهما بعض المنابر، ومن بينها موقع “برلمان.كوم“، بالتشهير بمن أسماهم معتقلي الرأي.

ولعل أهم ما نذكر به بنشمسي، الذي يبدو أنه يحن إلى زمن ستالين، هو أننا لا نعيش في كوريا الشمالية ولا حتى في الجارة الجزائر، وأن حقنا في الاختلاف لن ينزعه منا أحد تحت ذريعة التشهير، ولن ننساق كالغلمان وراء أشباه مناضلين جعلوا من الدفاع عن حقوق الإنسان علامة تجارية تدر عليهم أموالا طائلة، بل ومنهم من ثبت ولاءه علانية لأعداء المغرب، وخصومه مثل الجزائر وبعض دول أوروبا.

نعم، نذكره بهذه الأمور، وننبهه أيضا، وهو الذي تحدث السبت الماضي بمناسبة الذكرى الثالثة لاعتقال سليمان الريسوني، إلى أن هذا الأخير كان سباقا لمهاجمة موقع “برلمان.كوم“، عدة مرات، انطلاقا من أحد المواقع، ثم مرات أخرى عبر الجريدة التي كان يرأس تحريرها، قبل أن يقرر موقعنا الرد عليه.

وإذا كانت الذكرى تنفع المومنين، فلا بأس أن نذكر بنشمسي أن سليمان الريسوني هو أول من قام بالتشهير بقضية ابنة أخيه، هاجر الريسوني، حيث نشر على جريدة “اليوم 24” آنذاك التقرير الطبي حول الخبرة التي أُجريت لها، بل نشره مبتورا من إحدى أهم خلاصات الطبيب، ليتدارك الأمر “برلمان.كوم” فيقوم بنشر التقرير كاملا، كعمل توضيحي وليس تشهيريا، كما يدعي بنشمسي في ترهاته.


وهنا نود أن نؤكد لبنشمسي بكل وضوح وشفافية، أنه إذا كان يعتبر فضح المتطاولين على المغرب، والشاهرين علانية سكاكينهم ضد الحقيقة، عملا تشهيريا، فنحن سنواصل فضحهم في كل الآفاق والمنصات، وخاصة منهم أولئك المتناضلين، وأشباه “الحقوقيين”، من أمثال المراهق السبعيني فؤاد عبد المومني، الذي انتفخ بطنه بأموال مؤسسة الأمانة، قبل أن ينقلب معارضا لمجرد أنهم طردوه بعيدا عن “قصعة” أموال الفقراء، التي كان ينهل منها كما يشاء. وزد عليه أمثال المعطي منجب، المتابع من أجل اختلاس الأموال والتهرب الضريبي، و”طاتي” خديجة الرياضي، التي كانت تصول وتجول لتنعم بحسابات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.. وغيرهم كثير…

ولكي يطمئن قلب بنشمسي، نضيف إلى من أشرنا إليهم، ولي نعمته، الأمير المنبوذ، الذي يبدو أن انتقاداتنا الأخيرة له هي من أخرجت بنشمسي من جحره، كي يهاجمنا ويهاجم الدولة بأسلوب قل نظيره في العالم.

لقد اختفى الأمير واختفى معه ظله، رضى بنشمسي، لعدة أشهر، قبل أن يعود هذا الأخير للظهور بقدرة قادر، ولعل القادر هنا هو الأمير المنبوذ وأوامره الموجهة لظله وخديم أمره، ابن شمسي، الموظف الذي يتحدث مختبئا وراء عباءة منظمة هيومان رايتس. ثم إنه حين أطل علينا المنبوذ مؤخرا بهلوساته المنشورة في جريدة تايمز البريطانية، تمت مواجهته بوابل من الانتقادات، فاضطر معها بنشمسي للظهور مدافعا عن سيده وولي أمره، الذي أدى له تكاليف دراسته في الولايات المتحدة، وتوسط له أيضا من أجل توظيفه بيومان رايتس ووتش.

ولعل أهم ما يجب أن نواجهك به يا رضى بنشمسي، هو أنك آخر شخص يمكنه الحديث عن التشهير والفساد وحرية التعبير. نعم فأنت كذلك! لأنك لا يمكن أن تكون قد نسيت الدعوى القضائية التي رُفعت ضدك وضد جريدتك آنذاك تيل كيل (Tel Quel)، من أجل التشهير والشتم، وهذا على سبيل المثال لا الحصر. ولا يمكن أن تكون قد نسيت أيضا أنك أنت من وصفت قيادية بارزة في حزب تاريخي، بأقبح النعوت. ثم إنك أنت من اتهمت أيضا سيدة أخرى، ظلما وعدوانا، باختلاس مليون درهم. والأمثلة كثيرة، واستعراضها في هذا المقال هو من باب التذكير لا من باب التشهير، يا ابن شمسي. بل لعلك لن تنسى أبدا، يوم قبَّلت أيادي مسؤولين معروفين، لتلمس منهم التدخل لدى السيدتين المشتكيتين، بحيث تنازلتا معا عن الشكايتين. وها أنت، للأسف، تنقلب اليوم بالشتم والإهانة على من قاموا بهذه الوساطة، بما يؤكد أنك ناكر للإحسان، وأنت تعرف مليا، أن لا حقير أكثر حقارة، ولا جبان أشد جبنا، من ناكر العرفان والإحسان.

وحتى إن كنت نسيت ما لا يمكن نسيانه أو حذفه من ذاكرتك، فإنك لن تنسى أبدا، يا شاعر حرية التعبير، ما لم نقل: “التنوعير”، أنك أنت من طلبت من شخص مكلف بالاتصال في إحدى الوزارات، كي يتوسط لدى عدة منابر، لكي لا تقوم بواجبها المهني في تغطية الظروف المشحونة لانتحار والدتك، علما أن تغطية أجواء تلك المأساة كان يمكن أن تكون عظة وعبرة لبعض من لا يعتبر، بل إنه من الواجب التربوي للإعلام، التذكير بمثل هذه المواقف، ولو من باب توجيه الناس إلى كيفية تجاوز الأزمات، والتحكم في الذات، مهما كانت أنواع العلاقات التي تربطنا بالآخرين، ومهما كان عمق الاختلاف التي يقع مع هؤلاء الأشخاص.


وأخيرا، فالمغاربة يودون، اليوم، معرفة مآل مبلغ حوالي مليار سنتيم الذي بيعت به مجلة تيل كيل، نعم إنه استفسار ذو أبعاد واقعية: أين اختفى المبلغ المذكور، وهل تم تهريبه إلى خارج أرض الوطن؟.

إن اعتقادك، يا ابن شمسي، أنه باختلاقك لواقيات واهية حول قضايا حريات التعبير والصحافة، ستعفى من ماضيك كله ومما جنت أياديك، هو أمر خاطئ لأن التاريخ لا يرحم يا عزيزي. بل إن شطحاتك الملتوية، عبر بعض القنوات الصحفية، لا يمكن أن تهبك بكارة جديدة، مهما حاولت، ولو من تحت خيمة الأمير، أو مظلة يومان رايتس ووتش، لأن ذاكرة المغاربة ليست قصيرة!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى