الأخبارمجتمعمستجدات

أخنوش يقفز على اختصاصات رئيس الحسنية الجديد ويجالس المدرب السكتيوي شخصيا

الخط :
إستمع للمقال

في خطوة غريبة، تُعتبر بمثابة تدخل مباشر في الشؤون الداخلية للفريق، جالس عزيز أخنوش رئيس جماعة أكادير ورئيس الحكومة وصاحب المجموعة الاقتصادية أكوا، المكتب الجديد لفريق حسنية أكادير، والمدرب عبد الهادي السكتيوي، وناقش معه الوضعية التي وصل إليها الفريق، والذي يقبع في المرتبة الأخيرة بعد مرور عشر دورات من البطولة الاحترافية، دون أن تحقق الغزالة السوسية أي انتصار لحدود الساعة.

وقد سبق لموقع “برلمان.كوم” أن نشر مقالا قبل أيام، وبالضبط يوم 3 دجنبر الجاري، بعنوان “هل أصبح فريق حسنية أكادير رهينة لدى مستشهره الرسمي وذراع رياضي لحزب الأحرار بسوس؟”، قدّمنا فيه إجابة عن تساؤل الجماهير السوسية، عن علاقة الرئيس الجديد، المستثمر في القطاع الفلاحي، بلعيد الفقير بأخنوش، وكيف أصبح بين عشية وضحاها رئيسا للحسنية، وهو الذي حاول الوصول لهذا المنصب في فترة من الفترات، عندما شغل عدة مهام داخل الفريق خلال ولايات الرئيس الأسبق الحبيب سيدينو، دون أن ينجح في ذلك.

ولعلّ ما عزّز وأكد ما نشرناه في المقال المذكور، هو إقدام عزيز أخنوش أول أمس الخميس، بصفته رئيسا لجماعة أكادير ومالك الشركة المستشهر الرسمي للحسنية “أفريقيا غاز”، على القفز على مهام الرئيس الجديد ومجالسة مدرب الفريق عبد الهادي السكتيوي، وعبّر له عن دعمه له من أجل الاستمرار مع الفريق، وبدوره قدم السكيتيوي لأخنوش تصورا رياضيا شاملا سيمكن من وجهة نظره الحسنية من الخروج من أزمة النتائج التي تعيشها الآن والهروب من منطقة الخطر وتفادي الهبوط لدوري الدرجة الثانية.

وإلى جانب ذلك، استقبل عزيز أخنوش أمس الجمعة، أعضاء المكتب الجديد لفريق حسنية أكادير، حيث كشفت مصادر “برلمان.كوم” أنه تدراس معهم وضعية الفريق والطرق الكفيلة لإخراجه من الوضعية التي يعيشها، وطالبهم بإعمال الحكامة في تدبير مالية الفريق وأمورها التقنية والإدارية، وهي الخطوة التي لم يقم بها مع المكتب السابق الذي استقال مجبرا بعدما تمت محاصرته من خلال تجميد الدعم المالي الذي كان تتوصل به الحسنية في عهد المكاتب السابقة.

وإلى جانب قفزه على صلاحيات الرئيس الجديد، ومجالسته لمدرب الفريق، فقد كشفت هذه الخطوة صحة المعطيات التي كانت تروجها بعض المنابر والصفحات على مواقع التواصل، والتي مفادها بأن أخنوش غير راض على تشكيلة المكتب السابق، الذي كان يرأسه أمين ضور نجل سعيد ضور، القيادي في حزب الأحرار بجهة سوس ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بها، ما دفعه لوضع استقالته رفقة مكتبه بعدما توالت الاحتجاجات ضده، وأيضا بعد تعنت وتماطل جماعة أكادير وكذا المستشهر الرسمي في صرف المنح التي تعتبر المورد الأساسي لتسيير فريق الحسنية، الشيء الذي عجز معه مكتب ضور عن أداء مستحقات اللاعبين الذين دخلوا في إضراب وامتنعوا عن التداريب، ما أثر على مردودهم وأدائهم خلال مباريات البطولة الاحترافية.

وبرّر البعض تفسير عدم استقبال أخنوش لمكتب أمين ضور بعدما تولى تسيير شؤون فريق حسنية أكادير نهاية فبراير 2023، بكونه لم يكن يحظى بالدعم الذي حظي ويحظى به المكتب الحالي الجديد من عزيز، خاصة وأن مصادر مقربة من محيط الفريق، كشفت لموقع “برلمان.كوم” أنه تعهد بمساعدة حسنية أكادير عبر شركته المستشهر الرسمي للفريق، بعد رحيل ضور ومجيء المكتب الحالي، بمنحة تصل لخمسة ملايير سنتيم سيتوصل بها مكتب بلعيد الفقير عبر أشطر، لحل الأزمة المالية الخانقة التي ورثها ضور نفسه عن مكتب سيدينو.

ولعلّ الغريب في الأمر، أن ضور هو الذي تعاقد مع عبد الهادي السكيتيوي مباشرة بعد توليه الرئاسة، وهو من نجح رفقة مكتبه في إنقاذ الحسنية السنة الماضية من النزول للقسم الثاني، بعدما كانت تقبع في مراتب متأخرة ونافست على الهروب من منطقة كانت ستؤدي بها للقسم الثاني ويكون مصيرها كمصير فرق مرجعية في المغرب، منها من تمارس اليوم في أقسام الهواة، بل وكان ضور جريئا وقَبِل تحمل رئاسة الفريق في فترة صعبة، رغم أن العديد من متتبعي الحسنية كانوا يرون أنه من المستحيل أن ينجح في مهامه. ولكن حصل العكس وأنهت الحسنية البطولة في المرتبة السابعة، بعدما كانت تحتل الرتبة 14 أي على بعد رتبة من المنطقة المؤدية للنزول للقسم الثاني، برصيد 14 نقطة، من أصل 51 نقطة ممكنة بعد مرور 17 جولة، حيث حققت آنذاك الحسنية ثلاثة انتصارات فقط وتسعة تعادلات، مقابل تعرضها لخمس هزائم.

وتؤكد كذلك هذه الخطوة التي أقدم عليها أخنوش والتي تعتبر سابقة في المغرب، حيث لم يسبق لأي مستشهر أن جالس مدرب الفريق الذي يرعاه، ما تطرقنا له سابقا، وهو وأن فريق حسنية أكادير أصبح رهينة في يد مستشهره الرسمي، وأن حصوله على الدعم المعنوي والمالي رهين بتواجد من ينال رضى أخنوش، الشيء الذي يعتبر عائقا أمام الفريق لتحقيق استقلاليته المالية مادام يُسيّر بهذه الطريقة، بل وسيبقى دائما خاضعا للجهة التي تُموله على غرار ما تعيشه اليوم العديد من الفرق الرياضية، بعدما أصبحت كرة القدم مجالا للاستثمار السياسي والحزبي في بلادنا، والطريق المختصر لعدد من الراغبين في الوصول إلى البرلمان وإلى رئاسة مجالس منتخبة، وأيضا لنيل رضى الجماهير واستغلالها في الحملات الانتخابية والدعائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى