الأخبارسياسةمستجدات

أشيبان: الملك محمد السادس قصد مربط الفرس الذي هو جذب الاستثمارات وخلق المنصات الصناعية

الخط :
إستمع للمقال

أكد الملك محمد السادس، في رسالة وجهها أمس الأربعاء، إلى المشاركين في الدورة الرابعة لمنتدى الاستثمار الإفريقي المنعقد بمراكش، أن العجز المسجل في البنيات التحتية على صعيد القارة الإفريقية يشكل أحد العوامل الرئيسية التي تحول دون استثمار القارة لكافة مؤهلاتها من حيث النمو الاقتصادي وتحقيق أهدافها التنموية. موضحا أن إنشاء شبكات مندمجة للبنيات التحتية يظل شرطا أساسيا لتحفيز خلق سلاسل قيمة على المستوى الإقليمي.

وأشار الملك محمد السادس، في ذات الرسالة التي تلاها المستشار الملكي عمر القباج، إلى أن المقارنة بين مؤشرات تطوير البنيات التحتية في إفريقيا ونظيراتها في بقية جهات العالم توضح جليا أن البلدان الإفريقية تعاني خصاصا مهولا في هذا المجال. مبرزا أن التأخر المسجل في تطوير البنيات التحتية في إفريقيا والذي كثر الحديث عنه “يسائلنا جميعا ويتطلب منا التعجيل بتداركه” من أجل تشجيع خلق سلاسل قيمة إقليمية، بما يضمن تسريع التحول الإنتاجي للبلدان الإفريقية.

وارتباطا بذلك؛ اعتبر خالد أشيبان، الباحث الاقتصادي ونائب رئيس مركز المغرب الأقصى للدراسات، في حديث لـ”برلمان.كوم“، أن “الملك محمد السادس في رسالته قصد مربط الفرس الذي هو جذب الاستثمارات وخلق المنصات الصناعية”.

وأكد أشيبان أن الرسالة الملكية أكدت بشكل صريح على “أن إقناع المستثمرين بتحويل رؤوس أموالهم إلى أي منطقة هو رهين بجاهزية تلك المنطقة وبتوفرها على الأساسيات وعلى الحد الأدنى الذي يجعل رؤوس الأموال هاته ترى فيها فرصة لخلق قيمة مضافة كي تطور إنتاجها وتستفيد من شيء ما”.

وشدد نائب رئيس مركز المغرب الأقصى للدراسات على أن “هذا العجز في التجهيزات وفي البنيات الأساسية من البنيات التحتية وما إلى ذلك هو المحدد الأساسي الذي يعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية”.

واستدلالا على ذلك؛ قال الخبير الاقتصادي: “نعطي مثالا بسيطا وهو مثلا بناء ميناء طنجة المتوسطي، فيجب أن نقارن كيف كانت المناطق الصناعية في طنجة قبل وبعد بنائه، وبالتالي هذا مثال بسيط يُبَيِّن أن بنية أساسية تحدث فرقا كبيرا في جذب الاستثمارات”.

وبناء على كل ذلك؛ خَلُصَ المتحدث إلى أن “إفريقيا في ظروفها الحالية- من عدم استقرار وحروب ومشاكل جمة..- وفي الوقت الذي هي فيه قارة غنية جدا بمواردها وبشبابها وبمعادنها وموارد طاقاتها.. إلا أن عدم توفرها على التجهيزات الأساسية من طرق ومطارات وما إلى ذلك..” يحول دون استفادتها من الاستثمارات والمشاريع.

ومن جهة أخرى؛ قال أشيبان، في ذات التصريح: “أضيف على كلام الملك محمد السادس حتى العجز في التكوين، لأن دول إفريقيا اليوم مازالت للأسف متأخرة من حيث التكوين والبحث العلمي.. وهذا كله يجعل رؤوس الأموال لا تبحث عن الفرص الموجودة في المنطقة وتبحث عن الدول التي لديها حد أدنى من التجهيزات”.

وتابع الخبير الاقتصادي بأن المثال على هذه الدول هو “المغرب؛ فهو اليوم يعد منصة لجذب الاستثمارات الأجنبية وجذب رؤوس الأموال لأنه بذل مجهودا خلال العشرين سنة الماضية منذ تولي الملك محمد السادس العرش، يتمثل أساسا في توفير التجهيزات والبنيات التحتية التي جعلت المستثمرين يقصدون المغرب ويقررون الاستقرار فيه وخلق وحدات صناعية وتكنولولجية التي اليوم نستفيد منها..”.

وخلص ذات المتحدث إلى أنه “اليوم أصبح المغرب في سلاسل القمة العالمية والأمثلة في ذلك كثيرة منها صناعة السيارات وصناعة الطاقات المتجددة.. يعني أشياء كثيرة يمكن أن تكون مصدر فخر لنا كمغاربة وهذا هو مغزى كلام الملك محمد السادس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى