الأخبارمجتمعمستجدات

أكثر من ربع النساء النشيطات تحملن أعباء منزلية زائدة خلال فترة الحجر الصحي

الخط :
إستمع للمقال

أفاد تقرير للمندوبية السامية للتخطيط، حول “تحليل حسب النوع الاجتماعي لتأثير جائحة “كوفيد-19” على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للأسر”، أن 27 بالمائة من النساء النشيطات، صرحن بأنهن تحملن أعباء منزلية زائدة عن الرجال (9 بالمائة بالنسبة للرجال).

وأوضح التقرير، أن التوفيق بين المهام المنزلية والنشاط المهني كان أصعب بالنسبة للنساء نتيجة زيادة أعباء الأشغال المنزلية التي تهم الأسرة، حيث فاق عدد النساء اللواتي صرحن بأنهن مكلفات بأعباء زائدة عدد الرجال ”الأشغال المنزلية التي تهم الأسرة بأكملها“.

وبناء عليه، يبرز الفرق حسب النوع بوضوح أكبر عندما نأخذ بعين الاعتبار عدد الأطفال، حيث بلغت نسبة النساء اللواتي يعشن في أسرة لديها ثلاثة أطفال، وصرحن بوجود صعوبات في التوفيق بين النشاط المهني والأشغال المنزلية (31 بالمائة، مقابل 18 لنساء الأسر بدون أطفال).

وحسب وسط الإقامة، يبدو أن التوفيق بين المهام المنزلية والنشاط المهني كان أصعب بالنسبة للأطر العليا في الوسط القروي (57 بالمائة) مقارنة بنظرائهم في الوسط الحضري (28 بالمائة)، وكذلك المستخدمين (47,5 بالمائة و26 بالمائة على التوالي).

أما بالنسبة للمزارعين، فإن الصعوبات أقل حدة عند المرأة القروية، وذلك بنسبة 21 بالمائة. ففي الواقع، عند ممارسة الفلاحة، باعتبارها النشاط الرئيسي في الوسط القروي، تعودت النساء على التوفيق بين المهام الزراعية والمهام المنزلية (وهو ما يفسر انخفاض نسب صعوبات التوفيق في الوسط القروي).

وأشار التقرير إلى أنه عند تساوي جميع العوامل الأخرى، فإن المرأة تميل بشكل ملحوظ إلى العمل فوق طاقتها في الأشغال المنزلية، مقارنة بالرجال، لذلك يبدو أنه على الرغم من الحجر الصحي الذي دفع الرجال إلى البقاء في المنازل أيضا، فإنهم عموما لم يساعدوا النساء اللائي ازدادت مهامهن لأن الأطفال توقفوا عن الذهاب إلى المدارس.

وهكذا، لدى الجزء الأكبر من الساكنة، تم الحفاظ على التوزيع المألوف للأعباء (بل تشديده أيضا)، بما في ذلك في الوسط الحضري، حيث مشقة الأعباء الزائدة أكبر (أعباء أكثر ينبغي القيام بها في المنزل بسبب إغلاق بعض الخدمات).

ولأن تطبيق الحجر الصحي كان أقل صرامة في العالم القروي، فإن السلوكيات لم تتأثر إلا قليلا، وبالتالي لم يكن هناك شعور بوجود أعباء زائدة مقارنة بالفترات العادية.

كما يزداد احتمال وجود أعباء زائدة كلما زاد حجم الأسرة وعمر المستجوبين والمستجوبات. وتتماشى هذه الملاحظة مع تلك المتعلقة بتلميذات المستوى الثانوي، أو طالبات التعليم العالي اللواتي تابعن التعليم عن بعد، بدرجة أقل مقارنة بالتلميذات الأصغر سنًا بسبب المهام الموكلة إليهن.

ونشرت المندوبية السامية للتخطيط، بشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، هذا التقرير استنادا إلى المعلومات التي تم تجميعها انطلاقا من بحثين أجرتهما المندوبية، لدى الأسر أثناء الحجر الصحي وبعده.

ويحلل هذا التقرير عواقب كل من الأزمة الصحية والتدابير المختلفة المتخذة للتخفيف من آثارها، إذ يسلط الضوء على حدة هذه الأزمة من منظور النوع الاجتماعي، وكذا الفوائد المستمدة من السياسات العمومية التي تم تنفيذها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى