ما هي أوراق (وثائق) بنما؟ هي أكبر تسريب بيانات في التاريخ تم خلالها الكشف عن أكبر عملية تلاعب مالية وإخفاء أموال لعشرات من قادة العالم بينهم عائلات مبارك والأسد والقذافي وآخرين.
ما هو مكتب موسيك فونسيكا؟ وما هو حجم تعاملاته؟ ومن الذي يستخدم شركات في الخارج؟
أسئلة أساسية حول واحدة من أكبر تسريبات البيانات.
في هذا المقال نعرفكم على أهم النقاط التي يجب ضبطها لفهم قضية “أوراق بنما” وفضيحة الجنات الضريبية.
1 ما هو موسيك فونسيكا؟
إنه مكتب محاماة في بنما يقدم خدمات تشمل تأسيس شركات في مناطق مجاورة بالخارج مثل “جزر العذراء البريطانية”. يدير فونسيكا مكاتب أخرى في الخارج مقابل دخل سنوي. كما أن الخدمات الأخرى التي يقدمها تشمل إدارة الثروة.
2 أين يقع المكتب؟
إنه مكتب بنمي يدير عمليات على مستوى العالم. موقعه على الإنترنت يفتخر بأن لديه شبكة من ست مائة شخص يعملون في اثنين وأربعين بلدا. ولديه امتيازات حول العالم مع شركات تتعامل بشكل منفصل مع عملاء جدد ويكون لها حق استخدام علاماتهم التجارية. يدير موسيك فونسيكا عملياته في المناطق ذات الضرائب المنخفضة (الملاذات الضريبية) مثل سويسرا، وقبرص وجزر العذراء البريطانية، وفي مناطق التاج البريطاني مثل جيرنسي، وجيرسي وجزيرة مان.
3 أماكن إخفاء الثروات
البيانات التي كشفتها الغارديان حول موسيك فونسيكا ترتبط بما يزيد عن مائتي ألف شركة عمل معها المكتب كوكيل عنها. كما أنه أحيانا ما اعتاد وعلى نحو قانوني امتلاك عقارات وحسابات مصرفية، وهذه الشركات التي تم تسجيل تعامل فونسيكا معها غالبا ما تكون في بلدان ذات ضرائب منخفضة. كجُذر العذراء البريطانية بها ما يزيد عن مائة ألف شركة.
4 الوسطاء
بدلا من التعامل مباشرة مع أصحاب الشركات، غالبا ما يتعامل موسيك فونسيكا من خلال توجيهات ونصائح الوسطاء الذين عادة ما يكونون محاسبين، ومحامين، وبنوك، وشركات ائتمان. أما في أوروبا، فيتركّز هؤلاء الوسطاء في سويسرا، وجيرسي، واللوكسمبورغ والمملكة المتحدة.
5 أصحاب الأموال المستترين
من أين إذن تأتي الأموال التي تتدفق إلى الخارج؟ من الصعب
معرفة إجابة عن هذا السؤال لأن أصحاب الأموال الحقيقيين يتخفّون وراء أشخاص شكليين، أناس ليس لهم تحكم حقيقي ولا أصول في الشركة التي يعيرونها توقعيهم. عينة صغيرة من ثلاثة عشر ألف من المُلّاك من كل العالم تم جمعهم في قائمة من قبل موسيك فونسيكا؛ وبعض المؤشرات تقول إن الصين وروسيا في المقدمة.
6 مكانة هذه الشركة؟
موسيك فونسيكا هو رابع أكبر مزوِّد للخدمات عبر الحدود في العالم. لديه تعاملات مع ما يزيد عن ثلاثمائة ألف شركة. لديه اتصال قوي بالمملكة المتحدة. أكثر من نصف هذه الشركات سُجِلت في بلدان تدار من قبل بريطانيا ولديها ضرائب منخفضة، كما أن هناك شركات في المملكة المتحدة ذاتها.
7 كم حجم البيانات التي تم تسريبها؟
الكثير. التسريبات هذه المرة هي واحدة من الأكبر على الإطلاق -أكبر حتى من تسريبات ويكيليكس لبرقيات الدبلوماسية الأمريكية في 2010، أو الوثائق السرية للاستخبارات الأمريكية التي أعطاها إدوارد سنودن للصحفيين في 2013. هناك ما يصل إلى 11.5 مليون وثيقة و 2.6 تيرا بايت من المعلومات تم سحبها من قاعدة البيانات الداخلية لموسيك فونسيكا.
8 هل كل الذين يستخدمون مثل هذه المكاتب محتالون؟
لا. استخدام مثل هذا النوع من الخدمات قانوني تماما. هناك الكثير من الأسباب المنطقية والقانونية التي تجعل بعض في حاجة إليها. رجال الأعمال في بلدان مثل روسيا وأوكرانيا عادة ما يضعون أموالهم في الخارج لتكون في مأمن من “مداهمات” المجرمين، ومن أجل إيجاد حلول بديلة فيما يخص حاجتهم للعملة الصعبة. البعض الآخر يستخدم مثل هذه الخدمات من أجل أسباب لها علاقة بالإرث والتخطيط العقاري.
9 هل البعض الآخر محتالون؟
نعم. في حديثه العام الماضي في سنغافورة، قال ديفيد كاميرون أن الفساد، الجرائم وغاسلي الأموال الذين يستفيدون من الشركات مجهولة الهوية، هو ما تحاول الحكومة أن تفعل شيء لمواجهته. الحكومة في المملكة المتحدة قررت إنشاء سجل مركزي من شأنه أن يكشف عن المستفيدين الحقيقيين من هذه الشركات. بداية من يونيو القادم، ستكون الشركات البريطانية مجبرة على الكشف عن أصحابها الحقيقيين للمرة الأولى.
10 ما هو رد فعل موسيك فونسيكا حول التسريبات؟
معتمدًا على مبدأ خصوصية العملاء، قال موسيك فونسيكا أنه لن يناقش حالة بعينها من بين الحالات المزعومة. وهو يدافع بقوة عن طريقة عملهم. قال المكتب أن عمله متوافق مع قوانين مكافحة غسيل الأموال، ويعملون بمبدأ الخدمة الفائقة لعملائهم. يقول أيضًا أنه يأسف إن حدث وتم إساءة استخدام أي من خدماته، وهم يحاولون دائما منع حدوث شيء كهذا. كما قال أنه لا يمكن توجيه اللوم في شيء كهذا للوسطاء كالبنوك ومكاتب المحاماة والمحاسبين.
11 إلى أين تفضي هاته الفضائح؟
رغم أن أعمال هاته الجهة هي قانونية، إلا أن نقل أموال طائلة من بلدان حول العالم نحو هاته البؤرة “الآمنة ضريبيا” لخلق شركات وكيانات بغرض الهرب الضريبي، هو جريمة تعاقب عليها كل الدول خارج بناما وسويسرا ومناطق “الجنات الضريبية”، تهريب الأموال، تبييضها، انشاء شركات وهمية، هي جرائم تعاقب عليها قوانين المتعاقدين مع هذه الشركة.
لطالما كانت “السرية” هي الحص المنيع لهؤلاء الأثرياء من المحاسبة، حيث تتعهد فونسيكا بالسرية التامة، ولكن وبعد اختراقها فإن المسؤولين سيُتركون وجها لوجه مع العدالة.
12 المتضررون من التسريبات:
شملت لائحة المتورطين أزيد من 140 مسؤولا وقائدا عبر العالم.
ومن بين الشخصيات التي ورد ذكرها في التحقيق الدائرة المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولاعبا كرة القدم ميشيل بلاتيني وليونيل ميسي، إضافة إلى شركات مرتبطة بأفراد من عائلة الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي يرفع لواء مكافحة الفساد في بلاده، والرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو والرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري ووالد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ومقربون من الراحل هوغو تشافيز ومشاهير آخرين.
