الأخبارسياسةمستجدات

إعلام عزيز أخنوش ينتفض ضد قرارات ملكية عليا..

الخط :
إستمع للمقال

بشكل مفاجئ وبدون مقدمات تفسيرية انتفضت بعض مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر المعروفة بانتمائها لجوقة رئيس الحكومة عزيز أخنوش ضد القرار الملكي الأخير بتعيين خالد آيت الطالب وزيرا للصحة، لتعتبره قرارا مشوبا بالعيوب والأخطاء.

ولم تتوقف هذه الجهات المنضوية تحت مظلة الشعار التاريخي “اعطه ألف دينار كي يصفق لنا ويصفع غيرنا”، عند حدود انتقاد القرار الملكي، بل ذهبت إلى حد تسفيهه، واعتباره لعبا طفوليا مليئا بالعبث، في صورة غير مسبوقة في التاريخ القريب لبلادنا، بما يمكن تشبيهه باستعراض إنذاري للعضلات أسبوعا فقط بعد تعيين الحكومة.  

وبينما اعتبر بلاغ الديوان الملكي إعفاء نبيلة الرميلي من مسؤوليات جسيمة في قطاع اجتماعي توضع عليه كثير من الآمال، جاء بطلب منها، وبأنه احترم مسطرة إعفاء الوزراء بالتماس من رئيس الحكومة، ذهبت مواقع أخنوش الإلكترونية في اتجاه معاكس، لتقلب الطاولة رأسا على عقب، وتعتبر إعفاء الرميلي إقالة مبيتة تهدف توجيه صفعة إلى وجه رئيس الحكومة، كما دافع كاتبو هذه المقالات والتدوينات بشدة عن الوزيرة، ساخرين الى درجة الاستهزاء من قرار اعفائها.

واستغربت جهات عليمة بتدبير الشأن العام من هذه الجرأة، مشبهة هذه الخرجات غير المتوازنة بالحرب الفوضوية، أسبوعا واحدا بعد تعيين أخنوش، فيما اعتبرتها جهات أخرى تهديدا صارخا، وليا للأذرع، له مسوغاته النفسية، خاصة أن تقرير المحروقات لم يصدر بعد، وهو بذلك يظل كسيف ديموقليس على رقبة أخنوش.

وسواء كان إبعاد الرميلي إقالة أم استقالة، فإن الشخص الذي يتحمل المسؤولية الدستورية والمسطرية في كل هذه الأمور، هو رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي يستفيد من تطبيل هذه الجهات الإعلامية والتواصلية منذ سنين طويلة، لكنه يرفض اليوم بإمعان، لجم ألسنتها عن التطاول على قرارات ملكية محترمة جاءت قبل فوات الأوان.

فبماذا نفسر إذن هذه السلوكيات وهذه التصرفات غير المسبوقة والتي لم يجرؤ على مثلها إعلام العدالة والتنمية طيلة عشر سنوات من الحكم؟ في حين تجنح لها جيوش عرفت بمحاباتها لأخنوش ومقربيه.

فعلى بعد أسبوع واحد من تعيين “زعيم الحمامة الزرقاء” رئيسا للحكومة، فاجأتنا الوكالة الرسمية، المعروفة بولاء مديرها خليل الهاشمي الادريسي لمصطفى الخلفي سابقا، بمقال تحت عنوان “التحدي”، لتصف به ما حققه عزيز أخنوش، في الانتخابات بما يمكن فهمه أنه يضاهي المسيرة الخضراء، وكاتبو هذه المقالة يعرفون جيدا أنهم استلهموا هذا الوصف من كتاب الملك الراحل الحسن الثاني “التحدي”، وهم بهذا يوهمون ولي نعمتهم، بكونه استطاع أن يطول مقاما هو أبعد عنه بعد النملة عن السماء.  
لن نعود الآن لنحكي من جديد ما تسببت فيه أخطاء سابقة من خسائر مسيئة لصورة المغرب، وصلت الى درجة انتحار مرشح الجهة في مدينة كلميم الراحل عبد الوهاب بلفقيه، ولسنا في حاجة للتذكير بأسباب المقاطعة التي شنها المغاربة ضد العديد  من المنتوجات، ولكن من حقنا أن ننبه بأن مغرب محمد السادس لا يمكن أن يقبل تأليه طموحات السياسيين، كما لا يمكن لشعب محمد السادس أن يقبل عبارات استصغار قرارات عليا والاستهزاء منها، وإن ظل هذا السلوك المنحرف محصورا على أقلام قليلة.
  فكما أن للبيت رب يحميه، فللمغرب رب وملك يحميانه من صبيانيات المتصابين، وتصرفات الزائغين، لأننا لا نعيش في وطن تتجاذبه رغبات جماعات الطوائف.

وإذا كان أول الغيث قطرة، فيجب على رئيس الحكومة أن يعلم أن بداية الفشل هي عثرة تتلوها عثرة، وعليه أن يعلم أيضا بأن أولى علامات الفشل هي ترشيحه لوزيرة لم تستطع أن تصمد أسبوعا واحدا في منصبها، حتى التمست إعفاءها من المهام الجسام، وكأنها كانت تظن أن قطاع الصحة أسهل من قيادة عجلة هوائية. 
وأخيرا، فإن من يظن أنه “قطع الواد ونشفو رجليه” هو حالم وواهم بعجرفته، كما ان من يظن أنه اجتاز امتحان “ارنب السباق” خاطئ بدوره، إذ هو في أعيننا لايزال يلعب نفس الدور في انتظار الوصول إلى خط النهاية ونزول الستارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى