الأخبارثقافةمستجدات

إفران .. “سويسرا المغرب” منتجع للسياحة والاستجمام

الخط :
إستمع للمقال

يزخر المغرب بالعديد من المناطق الخلابة والمدن العريقة والثراث الغني وكذا العادات والتقاليد المختلفة، وفي هذا السياق، ارتأى “برلمان.كوم” أن يخصص ملحقا ثقافيا وسياحيا بمناسبة شهر رمضان المبارك، بغية تحرير مقالات تعريفية تسافر بالقارئ إلى مدن مغربية مختلفة وتسبر أغوار ثقافات ساكنتها المتنوعة من مختلف المناطق؛ وكذا سرد حيثيات وتفاصيل الثراث والفن الأصيل وكذا أشهر المأكولات والمشروبات الخاصة بكل منطقة.

وإليكم مقالة اليوم:

هي مدينة مغربية لا تشبه سوى مدن القارة الأوروبية بجمالها وطقسها وهندستها المعمارية، فيعد الصيف بها ربيعا يكسو الأغصان والأشجار والحدائق خضرة ونضارة، فيما يعد الشتاء بها مهرجانا لخلع رداء الخضرة لالتحاف الثوب الأبيض الناصع، إنها “سويسرا المغرب” كما يلقبها الكثيرون، نظرا لهدوئها ونظافتها وجمالها العمراني المطل من فوق قمم جبال الأطلس المتوسط.

إفران التي يبلغ عدد سكانها 14.956 نسمةً حسب إحصائية 2014 والمشيدة فوق تلة صغيرة على ارتفاع 1655 متراً فوق مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط، تُشعرك وكأنك فوق جبال الألب السويسرية، بمنازل ذات أسطع مثلثة حمراء أنيقة وبساتين غنية بأشجار البلوط والأرز الأطلسي وحدائق ملونة بشتى أنواع الزهور وبحيرات وشلالات طبيعية تزيدها الثلوج في فصل الشتاء جمالية خلابة، بحيث أينما وليت وجهك ترى البياض سيد المكان.

عروس المنطقة الجبلية الواقعة بالقرب من مدينتي فاس ومكناس، تنخفض فيها درجة الحرارة في فصل الشتاء  إلى مادون الصفر، إذ سجلت إفران أدنى مستويات درجات الحرارة في إفريقيا إطلاقا ووصلت إلى 24 درجة مئوية تحت الصفر، هذا الطقس الأوروبي حول المدينة إلى ملاذ للاستجمام أنعش السياحة الداخلية قبل السياحة الأجنبية، إذ من المعروف أن غالبية ساكنة المدينة تعول على هذا القطاع في مداخيلها.

ونظراً لسهولة الوصول إليها ووجود الطرقات المعبدة والسلسة، يتوافد على المدينة مئات العائلات  للإستمتاع بمناظرها وطبيعتها الخلابة وجوها الاستثنائي سواء في فصل الشتاء وهي ملتحفة البياض، فيحج إليها هواة التزلج أو في فصل الصيف حيث تكون ملجأً لكل هارب من صخب الشواطئ في جو تشوبه حرارة مفرطة، أو بين الفصلين حيث تزهو ربيعا باعتدال ودفئ وخضرة.

شيدت وترعرعت إفران التي صنفت عام 2016 ثاني أنقى مدينة في العالم في كنف المستعمر الفرنسي عام 1930م بعدما كانت المنطقة عبارة عن “ثكنة جنود الجبل”، يقضي فيها المستوطنون والعساكر الفرنسيون أشهر صيف المغرب الحارة، وحافظت المدينة، منذ ذلك الوقت، على هويتها وعلى معمارها الذي يشبه المحطات السياحية الشتوية والمنتجعات الجبلية في مناطق أوروبا الغربية مثل فرنسا وسويسرا مع تشييد مسجد وسوق ومرافق أخرى للراحة والاستجمام.

وسميت المدينة قديما” أورتي” وتعني البستان أو الحديقة، لكن بعدها تم استبدال التسمية  باسم كلمة “إفران” وهي كلمة أمازيغية تعني الكهوف، وسميت كذلك نظرا لإنتشار المغارات والكهوف المحيطة بها، التي لازالت مسالكها الجبلية الغائرة تحفظ أسرار الكثير من الكهوف الموروثة عن أزمنة جيولوجية قديمة.

ومن أهمّ المباني الموجودة في المدينة مكتب للبريد وكنيسة كاثوليكية، وفنادق لتلبية حاجة السياح القادمين لمنتجعاتها مثل فندق جراند، و قصر ملكي للسلطان محمد بن يوسف، وجامعة حكومية أمريكية المنهج هي “جامعة الأخوين” التي يدرس فيها طلاب مغاربة وأجانب جلهم من أبناء الطبقات الميسورة، و تمثال الأسد المنحوت على الحجر الذي لا يمكن إلا أن يستوقف الزوار لأخذ صور تذكارية معه قصد توثيق الزيارة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى