إلباييس: بعد 50 سنة.. المغرب يواصل المسيرة الخضراء في صحرائه بدعم المجتمع الدولي

أكدت صحيفة “إلباييس” الإسبانية في تقرير لها، أن المغرب استكمل ما بدأه قبل نصف قرن خلال المسيرة الخضراء، بعد القرار الأممي الأخير الذي أدخل ملف الصحراء المغربية مرحلة جديدة. وأبرز التقرير أن مرور خمسين سنة على إطلاق المسيرة الخضراء سنة 1975، يتقاطع اليوم مع تحول دولي مهم، بعد مصادقة مجلس الأمن على قرار رسخ مبادرة الحكم الذاتي كقاعدة مركزية لأي حل سياسي قائم على التفاوض بشأن هذا النزاع.
وأشار التقرير إلى أن القرار، الذي صاغته الولايات المتحدة وصوت لصالحه 11 عضوا، مع امتناع روسيا والصين عن التصويت، يمثل أعلى مستوى دعم تقدمه الأمم المتحدة حتى الآن للمبادرة المغربية. وجدد القرار ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو) لمدة عام إضافي، مع دعوة الأطراف لمواصلة المفاوضات دون شروط مسبقة، واعتماد الحكم الذاتي المغربي كأساس للنقاش.
كما تطرقت الصحيفة للخلفية التاريخية للنزاع، مشيرة إلى إطلاق الملك الحسن الثاني للمسيرة الخضراء في نونبر 1975، بالتزامن مع اللحظات الأخيرة لنظام الديكتاتور فرانكو في إسبانيا، وما تلا ذلك من انسحاب إسباني سريع في بداية 1976، مما أدى إلى اندلاع حرب بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر وليبيا آنذاك، والتي استمرت حتى وقف إطلاق النار بإشراف أممي سنة 1991، وتأسيس بعثة المينورسو.
وأشار التقرير إلى أن المغرب لم يتردد في خوض أزمات دبلوماسية مع فرنسا وإسبانيا لكسب تأييد أوسع لقضية السيادة على الصحرائه، وهو ما أسفر عن اعتراف متزايد بموقف الرباط دوليا.
ونقلت الصحيفة شهادات من مدينة العيون، حيث عبر بيرا عبد اللطيف، أحد أعيان القبائل الصحراوية، عن “فرحة استثنائية” بالقرار الأممي، مشيدا بما تحقق من تقدم اقتصادي واجتماعي في الصحراء المغربية، ومعبرا عن أمله في أن يستفيد سكان مخيمات تندوف من هذا التحول التاريخي الذي قد ينهي سنوات طويلة من المعاناة والانفصال.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الملك محمد السادس أعلن عزمه تطوير مقترح الحكم الذاتي لعام 2007، بما يتوافق مع دستور 2011 ومسار الجهوية المتقدمة، موضحا أن المخطط يمنح الصحراء صلاحيات واسعة في مجالات أساسية تشمل الضرائب المحلية، البنية التحتية، النقل، الإسكان، التعليم، الصحة، البيئة، التشغيل، إضافة إلى تعزيز الهوية الثقافية الصحراوية المغربية.





