
يبدو أن عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المكلف، بات قريبا من الاقتناع بكون تجربة حزبه الحكومية في مغرب ما بعد دستور 2011، كانت كما يقول البعض “ركوبا على الحركة الاحتجاجية التي شملت المغرب مع بزوغ ما عرف بالربيع العربي”، حيث ظهر اليوم في تصريحات له تحت قبة مجلس المستشارين متصالحا ومنتصرا قليلا، لحركة 20 فبراير التي وافق اليوم الاثنين ذكراها السنوية السادسة.
وابتدأ ابن كيران كلمته التي ألقاها ضمن أشغال المنتدى البرلماني الدولي الثاني للعدالة الاجتماعية، الذي نظمه مجلس المستشارين اليوم الاثنين بالرباط، بالتنصيص على أنه لم يتذكر في تاريخ هذا اليوم سوى “الاحتفال بالاحتجاجات التي انطلقت مع الربيع العربي في 20 فبراير عام 2011 بالمغرب، ناسيا أن نفس هذا التاريخ يوافق اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية”، وهو يوم عالمي أقرته الأمم المتحدة بتاريخ 26 نونبر2007.
واعتبر ابن كيران أن تاريخ 20 فبراير “تاريخ للتعبير عن عدم الرضى، لأنه عرف انطلاق مسلسل ذكاء شعب استطاع أن يتعامل مع حدث كبير وخطير بذكاء يوازي عمق تاريخه، وبمبادرة ملكية، حيث عالج الأمر بطريقة استثنائية، أدت لهذا الاستقرار ولهذه التنمية في هذه السنوات الستة الماضية”.
ورجح ابن كيران أن يكون “إشكال عدم الرضى ما يزال موجودا، لأن الناس عندما يخرجون للاحتجاج في الشارع، فإن ذلك يشبه الألم الذي يتسلط على الجسد المريض، الذي يضطرب ولا يكون مرتاحا إذا لم يملك كافة شروط الراحة، وهذا يعني أن هناك اختلالا في توزيع الثروة وفي موازين العدل وفي عدم الاستجابة للرغبات الطبيعية الموجودة في المجتمعات”، موضحا أن “هذه الاختلالات تعبر عنها المجتمعات بالانتفاض، وانتفاضاتها تؤدي لأشياء إيجابية وأحيانا تؤدي إلى ازدياد الضرر عليها، كما أن منطق الكون قضى أن تصل الشعوب إلى ما تريد”، حسب تعبيره.
ووجه ابن كيران سهام كلماته للحاضرين في الندوة، من سياسيين واقتصاديين قائلا: “من المعقول أن الحكومات والنخب الاقتصادية والثقافية التي تشكل الفئات المستفيدة والقوية، يضعون لأنفسهم الساعات الكاملة، بينما تبقى الفئات الأخرى هي تلك التي تحتج وفي بعض الاحيان لا تستطيع”، لذلك يضيف ابن كيران “فإنه يحسن بالنخب المستفيدة من التنمية ومن الثروة الوطنية أن تتحاور اجتماعيا، وأن تجد الحلول الاجتماعية”.
وتابع “الجميع يريد الاصلاح، والجميع يريد الحلول، ولا أحد يريد أن يضحي، لذلك يجب على الذين يستفيدون أن يفهموا أنه من مصلحتهم أن يستفيدوا أقل مما اعتادوا، عوض أن يفقدوا أساس استفادتهم وهو الاستقرار”، ولأجل هذا يضيف ابن كيران “يجب أن تكون عندنا الجرأة والشجاعة لكي نقول الأشياء الجارحة والمؤلمة والضرورية”.
جدير بالذكر أن عبد الإله ابن كيران تخلف عن حضور الدورة الأولى من هذا المنتدى الذي عقد السنة الماضية 2016، مخلفا علامة استفهام حول غيابه، بين من اعتبره رفضا منه لحضوره بسبب كونه فكرة جاءت مع مجيئ رئيس مجلس المستشارين الجديد حكيم بنشماس القادم من الحزب الغريم البام، وبين من قال بأن الدعوة لم توجه له لحضور أشغال المنتدى.





