ارتفاع السكتات الدماغية والقلبية بالمغرب: ما الذي يقع؟

لاحظ المغاربة في السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في حالات السكتات الدماغية والقلبية والجلطات، وهو تطور أثار القلق والتساؤل: ما الذي يحدث فعلاً؟
وحسب وزارة الصحة، فإن تقديرات معهد القياسات الصحية والتقييم، تشير إلى أن 52561 شخصاً في المغرب أصيبوا بسكتة دماغية خلال عام 2021، نتج عنها 36508 حالات وفاة. كما كشفت دراسة وطنية أنجزتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عام 2022 حول العبء الوبائي والاقتصادي للتدخين، أن 4000 حالة من السكتات الدماغية الإقفارية تُعزى مباشرة إلى التبغ، بتكلفة علاجية تقدر بـ3688 دولارا للفرد وفي السنة.
وتثار التساؤلات حول ما إذا كان هذا الارتفاع مرتبطا بجائحة كوفيد-19 نفسها؟ أم أن للتلقيحات التي تلقاها المواطنون تأثيرات جانبية على القلب والدماغ؟ خاصة وأن هذه الإحصائيات مرتبطة بفترة جائحة كوفيد-19، أم أن هناك عوامل أخرى غير مرصودة تؤدي إلى هذه الظاهرة؟
هذه التساؤلات ليست مجرد تخمينات، بل واقع لاحظه كثيرون، مع تزايد انتشار الأخبار عن حالات وفاة وإصابات مفاجئة نتيجة الجلطات والسكتات، خاصة وأن شركة أسترازينيكا اعترفت في وقت سابق، وبالضبط شهر أبريل 2024 في وثائق بالمحكمة بعدما رفع با متضررون من لقاحاتها دعوى قضائية، (اعترفت) بأن لقاحها ضد فيروس كورونا يمكن، في حالات نادرة جدًا، أن يسبب مضاعفات خطيرة مرتبطة بتجلط الدم ونقص الصفائح الدموية، وهو ما أعاد فتح النقاش حول المخاطر النادرة المحتملة للقاحات.
وبالرغم من هذه التساؤلات والقلق المجتمعي يؤكد الخبراء أن الربط المباشر بين اللقاحات والسكتات الدماغية يحتاج إلى دراسات علمية دقيقة، وأن الوقاية التقليدية عبر التحكم في عوامل الاختطار والفحص المبكر لا تزال الوسيلة الأهم للحد من المضاعفات.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن إطلاق حملتها الوطنية للتحسيس حول السكتة الدماغية، الممتدة من 29 أكتوبر إلى 28 نونبر 2025 بمناسبة اليوم العالمي للسكتة الدماغية تحت شعار: “كل دقيقة لها أهميتها”، وتهدف الحملة إلى إبراز أهمية التحكم في عوامل الاختطار مثل ارتفاع ضغط الدم السكري التدخين وارتفاع الكوليسترول، إضافة إلى التعرف على العلامات التحذيرية المبكرة والتكفل السريع لتفادي المضاعفات.
وبحسب بيانات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية في المغرب أصيب 52,561 شخصًا بسكتة دماغية خلال عام 2021 نتج عنها 36,508 حالة وفاة. أظهرت دراسة وطنية أنجزتها وزارة الصحة عام 2022 أن 4,000 حالة من السكتات الدماغية الإقفارية تُعزى مباشرة للتدخين بتكلفة علاجية تقدّر بـ3,688 دولارا للفرد سنويًا. يمكن الوقاية من حوالي 90% من السكتات الدماغية عبر تبني أنماط حياة صحية والتحكم في ارتفاع ضغط الدم السكري وارتفاع الكوليسترول.
وبالرغم من هذه الجهود يبقى التساؤل قائمًا لدى المواطنين حول ارتفاع حالات السكتات الدماغية والقلبية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وما إذا كانت هناك عوامل جديدة أو غير مرصودة تساهم في هذه الظاهرة.





