الأمين العام للجامعة العربية يدعو لتوفير التمويل اللازم لسد فجوة الغذاء في المنطقة العربية

دعا أحمد أبو الغيظ، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء بالقاهرة، إلى توفير التمويل اللازم لإقامة مشاريع عربية تساهم في سد فجوة الغذاء، وذلك عبر التعاون بين القطاعات الحكومية ومؤسسات التمويل والقطاع الخاص العربي.
واعتبر أبو الغيط، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الزراعة العرب المخصص لموضوع “الأمن الغذائي العربي والتمويل”، أن أزمة الغذاء اليوم وإن كانت عالمية، إلا أن آثارها على المنطقة العربية بشكل خاص تظل مقلقة، مشيرا إلى أن المنطقة العربية تسجل تزايدا في فجوة الغذاء المقدرة حاليا بأكثر من 100 مليون طن من المنتجات الغذائية، كاشفا: “نرصد وبقلق تدهور تلك المؤشرات وهو ما يستدعي تحركا سريعا لتعزيز القدرات العربية في مجال إنتاج الغذاء، من أجل تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد والمؤهلات التي تتوفر عليها المنطقة العربية”.
وأضاف الأمين العام أن فجوة الغذاء هذه تتأثر بعدد من العوامل المتداخلة والمعقدة، منها تزايد عدد سكان الوطن العربي، والذي من المتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2050 ليبلغ ما يقارب 800 مليون نسمة، وكذا تراجع معدلات تساقط الأمطار في كافة ربوع الوطن العربي بسبب التغير المناخي، فضلا عن عوامل أخرى مؤثرة كتوسع النسيج العمراني واستمرار ظاهرة النزوح.
ويتطلب تقليص فجوة الغذاء العربية، حسب أبو الغيظ، تفعيل آلية تمويل عربية تضمن تدفق رؤوس الأموال بشكل دائم وتشجع الاستثمار في المشاريع المستدامة، التي تهدف إلى رفع القدرات العربية في مجالات الطاقة النظيفة، والزراعة الذكية المستدامة، مع وضع آليات تنفيذية وطنية تتيح منح إعفاءات ضريبية في هذا المجال، وتشجع منح قروض ميسرة للمستثمرين وصغار المزارعين بوصفهم يمثلون السواد الأعظم من المنتجين والأكثر حاجة للدعم.
وأشار إلى أن جائحة كورونا كشفت خطورة الاعتماد على سلاسل الإمداد العالمية، كما أظهرت بعدها الحرب في أوكرانيا ضرورة الاستعداد لتراجع الواردات، وبخاصة من الحبوب التي تمثل لوحدها نصف فجوة الغذاء العربية، فضلا عن التأثيرات السلبية الشديدة لارتفاع الأسعار على نحو مفاجئ.
وخلص أبو الغيط إلى أن تعزيز العمل العربي في مجال الأمن الغذائي يستدعي دعم مؤسسات العمل العربي العاملة في هذا المجال وخاصة منظمتي “الأكساد” والمنظمة العربية للتنمية الزراعية وكذا الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، من خلال زيادة مواردها المالية، خاصة تلك الموجهة إلى تنفيذ مشاريع عربية.




