
أعلنت الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة (AMESIP) عن الافتتاح الرسمي لدوار شمسي المقرر بداية أكتوبر. وتشكل هذه القرية البيئية النموذجية، التي تم تصميمها لتكون ملجأ آمنا يوفر الأطفال الأيتام في منطقة أمزميز، خطوة أساسية في مسلسل إعادة الإعمار والتعافي، بعد الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز في الـ8 من شتنبر 2023.
وحسب بلاغ للجميعة توصل موقع “برلمان.كوم” بنسخة منه أنه سَيَجْمَع هذا الافتتاح الرسمي، الذي تقرر تنظيمه يوم الجمعة 4 أكتوبر 2024، ابتداء من الساعة الـ4 مساءً في أمزميز التي كانت مركزا لزلزال الحوز، مختلف الشركاء المحليين والدوليين وممثلي السلطات العمومية وكذلك الساكنة، كلهم مدفوعين جميعًا بالروح التضامنية نفسها، حيث ستشكل هذه المناسبة لحظة للتحقق الفعلي لمشروع ولد من زخم جماعي لمجتمع ملتزم.
وووفقا لذات المصدر فإن دوار شمسي، الذي تم افتتاحه منذ 1 غشت 2024، عبارة عن قرية بيئية نموذجية تستقبل اليوم 144 طفلا. وقد تم تصميم هذا الدوار لتلبية الاحتياجات الأكثر استعجالا بالنسبة للأيتام. ولا يشكل شمسي مجرد سقف لإيواء هؤلاء الأطفال، بل هو فضاء مندمج يستفيدون داخله من إطار تعليمي وثقافي واجتماعي، تم تصميمه لمساعدتهم على إعادة بناء حياتهم والتفكير في مستقبل أفضل. ويجسد هذا المشروع تحالفا بين الطبيعة والتضامن، يُغَذيه طموح بأن يصير هذا المشروع نموذجا مستداما في خدمة اليافعين.
وقد تم تجهيز دوار شمسي، الممتد على مساحة هكتارين، بجميع الخدمات اللازمة لتلبية احتياجات قاطنيه، حيث تضم هذه القريبة البيئية النموذجية أجنحة مخصصة لتقديم الطعام والإقامة والترفيه، بالإضافة إلى ملاعب وفصول دراسية ومكتبة ومستوصف ومركز استماع، زيادة على فضاءات مخصصة لأفراد أسر الأيتام أو أولياء أمورهم للمبيت فيها. ويعكس هذا التنوع في البنيات التحتية، رغبة صادقة في خلق بيئة عيس متكاملة، وفي الوقت نفسه متكيفة مع الاحتياجات الخاصة لهؤلاء الأطفال، ومشجعة على الاندماج الاجتماعي والأسري. حسب البلاغ.
وتابع المصدر أنه بمناسبة هذا الافتتاح الرسمي، أعربت ثورية الجعيدي بوعبيد، رئيسة الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة، عن رضاها عما وصل إليه المشروع، بالقول: “من خلال بناء دوار شمسي، وضعنا الحجر الأساس لمستقبل أفضل بالنسبة لهؤلاء الأطفال. إنهم ليسوا مجرد ضحايا، بل هم أيضًا بُنَاةٌ لِمَصيرهم. إن هذه القريبة تشكل ملجأ بالنسبة لهم، وهي في الوقت نفسه نقطة انطلاق نحو حياة كريمة ومليئة بالفرص”. وتؤكد السيدة بوعبيد أيضًا أن دوار شمسي، ليس مجرد ملجأ “بل يعكس التزامنا بتوفير بيئة سليمة للأيتام، تسمح لهم بإعادة بناء أنفسهم بكرامة وهدوء. نحن نؤمن بإمكانياتهم وبقوة الساكنة للتغلب على الصعوبات المطروحة”.
واسترسل البلاغ أن الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة، إلى المشاركة بنشاط في إعادة تأهيل وتعافي الأطفال المتضررين من الزلزال، من خلال تقديم الدعم النفسي المناسب لهم. وقد انصب التركيز على توفير بنيات تحتية تم تصميمها لتعزيز نمائهم، من خلال البرامج التعليمية المبتكرة والأنشطة الثقافية والرياضية، فضلا عن المبادرات الرامية إلى الحد من الفجوة الرقمية. ومن بين هذه المبادرات، برنامج “شمسي للبرمجة” الذي يعرّف الأطفال على عالم البرمجة والتكنولوجيات الجديدة. وتوفر القرية أيضًا دعمًا نفسيًا واجتماعيًا شاملاً، بما في ذلك العلاجات الفردية وورشات العمل الجماعية، وكل ذلك بهدف مساعدة الأطفال وأسرهم على التغلب على الصدمات.
ويتجاوز دوار شمسي مجرد كونه ملجأ لإيواء هؤلاء الأطفال، حيث يهدف لأن يكون نموذجًا للمقاومة والابتكار بالنسبة للمنطقة بأكملها. وتمثل هندسته المعمارية الصديقة للبيئة، واستخدام الطاقات المتجددة بفضل محطة الطاقة الكهروضوئية، وإنشاء حديقة نباتية تعليمية، أمثلة حية على هذا الالتزام المسؤول بيئيًا.
كما تعد هذه القرية النموذجية فضاءً منفتحًا على بيئته، حيث ستساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص للشغل لفائدة الساكنة وتعزيز الروابط المجتمعية. وبالتعاون مع جمعيات أولياء الأمور والساكنة المحلية، سيكون بإمكان ساكنة أمزميز الاستفادة من مختلف المرافق الثقافية والرياضية لهذه القرية النموذجية، وبالتالي تشجيع العيش المشترك وإدماج الأطفال في محيطهم الاجتماعي.
وتقدر الميزانية السنوية، التي ستضمن استدامة دوار شمسي، بـ10 ملايين درهم، وهو ما يتطلب تعاونا وثيقا بين الفاعلين العموميين والخواص والمجتمع المدني. وسيتخلل الحفل الرسمي لتدشين هذه القرية، جولة تفقدية للبنيات التحتية، تعقبها لحظة تشاركية لاقتسام كأس شاي.
وستشكل هذه اللحظة فرصة لإطلاق نداء للتضامن، ودعوة جميع الراغبين والمؤمنين باستدامة هذه المشروع وجعله رمزا للأمل، إلى المساهمة في إنجاحه. كما تعول الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة، على الدور المحوري للصحافة، وتدعوها للمساهمة الإيجابية في التعريف بهذا المشروع الطموح تشجيعا لمشاركة الجميع في ضمان مستقبل أفضل لهؤلاء الأطفال.





