
اختار حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الرد على تكرار رفض تواجده ضمن الحكومة المقبلة من طرف رئيسها المكلف عبد الإله ابن كيران، بصياغة “مقال رأي” نشره بالموقع الرسمي للحزب، استعرض فيه “عثرات تشكيل الحكومة”، والتي تميزت بغياب “منطق الشراكة لتحل محله الرؤية المنغلقة على الذات (كمؤشر) واضح على فشل ابن كيران في تشكيل الحكومة”، حسب وصفه.
وكتب الحزب في المقال أن “المنهجية التفاوضية لا تقل أهمية عن المنهجية الديمقراطية (..) وأن غياب التوازي بين المنهجيتين ناتج عن طبيعة إدراك الفاعل لمنهجيته ضمن صلاحياته.. حيث أبانت الوقائع (..) أن ثمة بونا شاسعا بين إدراك الملك لمنهجيته وإدراك رئيس الحكومة المكلف لمنهجيته”، مضيفا أنه “لا يستقيم إعمال منطق الصدارة (توزيع الغنيمة) في تشكيل الحكومة (..) ليس على أساس المقاعد التي حصلوا عليها في الانتخابات التشريعية أو عدد المناصب الحكومية التي احتلوها، بل على أساس المسؤولية المشتركة”.
واعتبر المقال أن “جوهر التفاوض يكمن في ضمان دينامية سياسية تتلو الحركية الانتخابية (..) ولا يمكن أن يتحقق ذلك في ذهنية من يعتقد أن الزمن السياسي توقف يوم 8 أكتوبر 2016 وأدخل المجتمع السياسي مرحلة السكون مخضعا تفكيره للجمود والثبات”، كما أن ابن كيران “لم يستطع إيلاء العناية اللازمة لمنهجيته التفاوضية ولم يستحضر المقولة التي تفيد بأن الفعل السياسي تحول دائم وتقدم تراكمي، مما أدى إلى بروز منطقين متباعدين: منطق الصدارة الذي ظل حبيس رقم أدى وظيفته الدستورية، ومنطق الشراكة الذي يتجاوز دلالة الأرقام غير المفيدة في منظومة انتخابية لا تفرز أغلبية مطلقة لحزب واحد”، حسب تعبير المقال.
وتابع المقال أن “منطق الصدارة أنتج تفكيرا سياسيا عقيما من تجلياته الكبرى التعثر المضطرد للمشاورات السياسية (..) ابتعد عن أساسيات المجال السياسي متوسلا بجملة من التبريرات الأخلاقية الواهية التي تحاول التغطية على الإخفاق في تحمل مسؤولية تشكيل الحكومة والتي كان آخرها الحديث عن “الإهانة” (كما) أن غياب الاهتمام بالمنهجية التفاوضية فسح المجال أمام هيمنة لغة سياسية منغلقة تتماهى مع نظرية المؤامرة ومفاهيم الفكر الحربي”.
واعتبر المقال أن “رئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة عجز عن تبني منهجية ناجعة وامتلاك الآليات الضرورية لإجراء تفاوض متعدد الأطراف (و) الأكيد أنه ركز على رقعة المفاوضات بذهنية رقمية خالصة، لكنه لم يستطع أن يستوعب تحولات السياق التفاوضي وأن يجيد فعل الإنصات وأن يتيح المساحات الزمنية الكافية لنفسه قبل التعبير وإطلاق التصريحات”.
وهو ما “جعل ابن كيران من التصريحات وسيلة للتفاوض والضغط على الأطراف المتفاوضة مجمدا القنوات المباشرة وضاربا عرض الحائط المبدأ التفاوضي (وغاضا) الطرف عن العوامل المساعدة والمزايا المتاحة أمامه، أي الاعتماد على التفاوض المفتقد للتبصر”، يختم المقال.





