
انطلقت اليوم الإثنين بمختلف عمالات وأقاليم المملكة، اختبارات الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا برسم 2024 بالنسبة لجميع الشعب، والتي يبلغ عدد المترشحين والمترشحات لاجتيازها ما مجموعه 493 ألفا و651.
وتأتي امتحانات نيل شهادة البكالوريا هذه السنة، في ظل الإضرابات التي شهدها قطاع التعليم منذ بداية الموسم الدراسي الجاري، حيث توقفت الدراسة لأزيد من ثلاثة أشهر، مما أثر بشكل سلبي على السير العادي للدراسة بجميع المستويات.
وفي هذا الإطار قال الخبير التربوي عبد الناصر ناجي، في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، إن هذه السنة شهدت توقف الدراسة لحوالي أربعة أشهر، وتم تعويضها بتمديد السنة الدراسية بأسبوع واحد مع تطبيق تدابير أخرى همت تكييف المناهج، وتكثيف الدعم التربوي.
وأوضح الخبير في تصريحه، أن هذه التدابير التي تم تطبيقها تبقى غير كافية بتاتا لجعل المتعلمين يتحكمون في المقرر الدراسي.
وأضاف الخبير، أنه في ظل هذه الظروف غير المواتية أقدمت الوزارة على توقيع مشاريع نجاعة الأداء مع الأكاديميات حددت من خلالها نسب النجاح في الباكلوريا التي التزمت بتحقيقها المديريات الإقليمية وتصل في المتوسط إلى 85 في المائة.
وتابع الخبير، أن هذه النسب المرتفعة غير ملائمة للواقع الذي يتسم بتدني مستوى التحصيل الدراسي بشهادة وزير التربية الوطنية، وتعكس الرغبة في التباهي ببلوغ عتبات عالية وهو ما سيدفع إلى وضع امتحانات لا تعكس بصدق متطلبات المنهج الدراسي، بل يتم تكييفها مع مستوى التلامذة فقط لتحقيق نسب نجاح مرتفعة.
وأشار المصدر ذاته، إلى أنه بتحديد نسب النجاح ستصبح المنافسة على الأرقام هي سيدة الموقف، على حساب جودة التعلمات التي لم تتوفر بعد شروط تحقيقها بشهادة الوزارة نفسها، التي تعترف أنها بصدد تحقيق هذه الشروط فقط في 626 مؤسسة هي مؤسسات الريادة، أي ما يمثل أقل من 0.7 في المائة من منظومتنا التربوية.
وأردف عبد الناصر ناجي، أن كل هذا لن يؤدي إلا إلى تكريس نهج الإنجاح دون استحقاق، والذي لا ينجح سوى في تصدير أزمة التعليمات إلى المستويات الموالية، فترتفع نسب التكرار ونسب الانقطاع عن الدراسي، ثم لاحقا عدم الملاءمة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق الشغل، الأمر الذي ينعكس سلبا على تحقيق طموحات المغرب التنموية، كما أن الامتحان يصبح مركز المنظومة التربوية فيزدهر سوق الدعم التربوي الذي غالبا ما تكون آثاره على جودة التعلمات قصيرة المدى، أما على المدى المتوسط والبعيد فتكون سلبية بكل تأكيد.





