الأخبارخارج الحدودمستجدات

التراث المغربي يضيء قلب باريس بافتتاح مركز ثقافي تحت إدارة دبلوماسية مغربية

الخط :
إستمع للمقال

بعد سنوات من الانتظار، يقترب مشروع المركز الثقافي المغربي في باريس من الانتهاء، مع تحديد هياكله الإدارية استعدادا للافتتاح المرتقب خلال الأشهر القادمة، وذلك حسب ما نشره موقع “Africa Intelligence”، حيث يُتوقع أن تتولى الدبلوماسية لمياء الراضي إدارة المركز، المقرر تواجده في 115 شارع سان ميشيل بالحي الخامس من العاصمة الفرنسية.

يحمل هذا المشروع، حسب ذات المصدر، دلالة مزدوجة، إذ يسعى إلى تعزيز مسار المصالحة بين الرباط وباريس، واستعادة موقع ذاكرة تاريخية مرتبط بالنضال الوطني المغاربي. وتعود ملكية المكان إلى المملكة المغربية، وكان منذ عام 1927 مقرا لجمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا، وهو المكان الذي شهد تأسيس أفكار الاستقلال لرواد مثل المغربي أحمد بلافريج والتونسي الحبيب بورقيبة، وكان يُعرف محليا باسم “الـ115″، حيث احتوى على مطعم جامعي شكل منصة لتبادل الأفكار الوطنية.

وأبرز المصدر نفسه، أن تحويل هذا المعلم التاريخي إلى واجهة ثقافية للمغرب يُعد خطوة لإعادة إدماج تاريخ النضال الوطني ضمن ما يمكن اعتباره قوة ناعمة للمملكة، في وقت تسعى فيه باريس والرباط للاحتفال بسبعين عاما على الاستقلال بطريقة تظهر نموذجا مطمئنا على خلاف ما حدث في الجزائر.

إذ أُسند المسار المعماري للمركز إلى المهندس المعماري طارق وعلالو، المعروف بمشاركته في مشاريع كبيرة، من بينها محطة القطار عالية السرعة “كازا-سود”، إضافة إلى ملعب الحسن الثاني الكبير في بنسليمان، والذي يُعرض على أنه أحد أكبر الملاعب في العالم حسب ما جاء في التقرير، حيث سبق لطارق والعلو تقديم تصاميم المركز للملك محمد السادس والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند عام 2015 في معهد العالم العربي، بحضور جاك لانغ وصديقه مهدي قطبي، الذين لعبا دورا محوريا في تقريب العلاقات الثقافية بين البلدين، وفق ما جاء في “Africa Intelligence”.

وأضاف المقال، أن المشروع كان يُنظر إليه كخطوة مصالحة بعد التوترات التي شهدتها العلاقات المغربية الفرنسية عام 2014، ويُعد مثالا على إعادة إطلاق الملف بعد تأجيل سبع سنوات عن الموعد الأصلي المخطط له عام 2018.

لمياء الراضي، الدبلوماسية التي يرتقب أن تتولى قيادة المركز، حسب ما جاء في “Africa Intelligence”، لها مسار مهني متميز، شمل العمل كسفيرة في أوسلو ومديرة للدبلوماسية الثقافية، إضافة إلى متابعة الشؤون الإفريقية. وهي متقنة لأربع لغات وتخرجت من “Sciences Po” و “Sorbonne” في فرنسا، كما أنها تنتمي إلى أسرة سياسية بارزة، كونها ابنة عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ورئيس سابق لمجلس النواب.

إلى جانب ذلك، شدد التقرير على أن اختيار الراضي يعكس أيضا بعدا داخليا مرتبطا بالسياسة المغربية، خاصة أن المعماري طارق والعلو هو ابن الوزير الاشتراكي الأسبق للمالية فتح الله والعلو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى