التسخينات الانتخابية بتارودانت.. حميد البهجة يقطع الشك باليقين ويؤكد: اعتزلت السياسة ولم تعد تربطني أية علاقة بحزب “الحمامة”

تعيش الساحة السياسية بإقليم تارودانت، الذي يضم 89 جماعة معظمها جبلية وتعاني من ضعف البنيات التحتية وقلة فرص التنمية، مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، على وقع تسخينات مبكرة، يتصدرها النقاش حول الأسماء المحتمل دخولها غمار المنافسة، خصوصا بدائرة تارودانت الشمالية. هذه الدائرة عرفت خلال انتخابات 2021 اكتساحا لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي حصل على أزيد من 50 ألف صوت بقيادة منسقه الجهوي آنذاك حميد البهجة.
وخلال الأسابيع الماضية، أعادت عدة صفحات ومنابر محلية تداول اسم البهجة، مرجحة إمكانية عودته إلى واجهة الحزب، خاصة بعد الزيارة التي قام بها عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، صباح يوم 20 يونيو 2025، إلى منزله بمدينة أولاد برحيل، وهي الزيارة التي فسّرها متتبعون حينها بأنها مؤشر على رغبة قيادة الحزب في إعادة إشراكه للإشراف على الانتخابات المقبلة، في ظل ما يوصف داخليا بـ”الأعطاب التنظيمية” التي يعرفها الحزب بجهة سوس ماسة، لاسيما بتارودانت.
غير أن حميد البهجة، وفي تصريح لموقع “برلمان.كوم“، وضع حداً لكل هذه التأويلات، حيث قال بشكل واضح: “أنا شخصيا استقلت من الحزب واعتزلت العمل السياسي يوم 7 مارس 2022، بعد إشرافي على انتخابات 2021 كمنسق جهوي لحزب الأحرار بجهة سوس ماسة، وليست لدي أي نية للعودة إلى السياسة، ولم تعد تربطني أي علاقة بحزب التجمع الوطني للأحرار”.
وبخصوص زيارة رئيس الحزب إلى منزله، أوضح البهجة أنها لا تحمل أي دلالات سياسية، مؤكدا: “زيارة السيد عزيز أخنوش لمنزلي بمدينة أولاد برحيل لا تعدو كونها زيارة إنسانية أخوية فقط، مشكور عليها”.
وبهذا الموقف، يكون القيادي السابق في حزب الأحرار والمؤثر في المعادلة الانتخابية بتارودانت الشمالية، قد أنهى الجدل الدائر حول عودته المحتملة إلى المشهد الحزبي، في وقت يعرف فيه حزب التجمع الوطني للأحرار بالجهة احتجاجات داخلية من طرف عدد من المنتخبين والمناضلين، الذين عبّروا عن امتعاضهم من طريقة تدبير الحزب بعد رحيل البهجة، وما ترتب عن ذلك من تراجع حضوره التنظيمي وتنامي حالة التذمر على بعد أشهر من موعد الانتخابات.
وبالإضافة إلى ذلك، يضع إعلان حميد البهجة عن اعتزاله النهائي للعمل السياسي حزب التجمع الوطني للأحرار أمام معادلة صعبة بإقليم تارودانت، فالرجل الذي قاد الحزب إلى فوز غير مسبوق سنة 2021 بدائرة تعرف تنافسا شرسا بين أحزاب البام والاستقلال والبيجيدي آنذاك، كان يشكل أحد أعمدة التعبئة الانتخابية بالمنطقة، ومع غيابه تبقى قدرة القيادة الجهوية الحالية على إعادة لمّ الصفوف واسترجاع الثقة موضع اختبار حقيقي. وهو ما قد يفتح الباب أمام منافسين سياسيين كحزبي البام والاستقلال لتعزيز حضورهما في واحدة من أكبر الدوائر الانتخابية على الصعيد الوطني.