الأخبارربورطاجات

الخيانة الزوجية من جانب الرجل : هل لذلك علاقة بالغريزة أم بالعواطف؟

الخط :
إستمع للمقال

 

 

برلمان.كوم-النهار اللبنانية  

أحياناً تحصل. حتى مع أكثر الرجال وفاءً وتمتعاً بالأخلاق والشخصية الحسنة، فيقيم علاقة حميمة خارج نطاق زواجه، معرّضاً زواجه للانهيار. السؤال: لماذا؟! قد يتساءل هو أيضاً عن حقيقة تصرفه هذا، لكن من غير أن يجد الإجابة المناسبة – خصوصاً في الفترة الأولى من علاقته مع المرأة الأخرى.

لا يخون ليمارس الجنس

يسود اعتقادٌ خاطىءٌ عند النساء بأن الرجل يخون بهدف الجنس، وفيما يُعتبَر هذا الأخير عنصراً أساسياً في العلاقة الزوجية يجب أن يعمل الثنائي على الحفاظ عليه وعلى صحة العلاقة الجنسية، لا يشكل السبب الحقيقي لـ”غربة” الزوج عن زوجته وخيانته لها.

قد يكون المستشار الاجتماعي الأميركي غاري نومان أبرز من تطرق إلى الدوافع الحقيقية للخيانة عند الرجل في كتابه “الحقيقة عن الخيانة” منذ عام 2008، وهو ما يستشهد به اختصاصيو علم النفس أو يلجأون إليه لتحليل العلاقات الزوجية ومطبّاتها، خصوصاً بعدما تحدّثت الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري عن الكتاب، منبّهةً لخطورة الخيانة في العلاقة الزوجية وداعيةً لمعالجتها قبل حصولها.

ففي كتابه، ينشر نومان استفتاءً ضمّ 200 رجل خائن وغير خائن لمعرفة دوافعهم للخيانة الزوجية، تُظهر نتائجُه أموراً مهمة:

– 48% من الرجال أكدوا أن خيانتهم أتت نتيجة عدم الرضى العاطفي في زواجهم، معتبرين أن زوجاتهنّ غير “قريبات” منهم عاطفياً ومعنوياً، والعلاقة الجنسية التي جمعَتهم بالمرأة الأخرى، نتجت بعد تقاربهم العاطفي معها، أي مكمّلاً لتواصلهما الأولي، فالجنس هنا ليس السبب الأساسي.

– في هذا السياق، يشير نومان إلى أن الثقافة المجتمعية الخاطئة تُظهر أن جلّ ما يريده الرجل لسعادته هو الجنس، فيما 8% فقط من المشاركين في الاستفتاء أجابوا أن عدم رضاهم الجنسي هو ما جعلهم يخونون زوجاتهنّ.

– 66% من الرجال يشعرون بالندم أثناء علاقتهم بامرأةٍ أخرى، فهُم ما حسبوا يوماً أنهم قد يخونون زوجاتهنّ، ومعظمهم يتمنّى لو لم يقُم بهذه العلاقة.

الرجل “ممنوع عليه” التعبير عن حاجاته العاطفية!

الرجل كائنٌ عاطفي تماماً كالمرأة، فهو إنسانٌ يحتاج إلى الحب والتقدير والاحترام، ويريد من زوجته أن تُظهرَ له إعجابها به ودعمها له. يهمّه جدّاً أن تشعرَ زوجتُه بما يقوم به يومياً لأن يكون زوجاً صالحاً وأباً حنوناً، ما يجعله يطلب إثباتاً ما منها بأنها ترى جهودَه وتقدّره عليها.

لكن طلبَه لا يعدو تمنّياً بأنه لا يعبّر عن حاجاته العاطفية هذه، أو بالأحرى “ممنوعٌ عليه” ذلك! إذ إن المجتمع يُظهر هكذا تعبير من الرجل وكأنه انتقاصٌ من شخصه أو من رجوليته، فيما الواقع يتطلب عكس ذلك في سبيل إنجاح العلاقة الزوجية والمضيّ في تواصلٍ سليم بين الثنائي.

قد يخون إذا فعلها صديقه قبله

في الاستفتاء نفسه تبيّن أن 77% من الرجال الذين أقاموا علاقات خارج نطاق زواجهم، لديهم صديق عزيز قام بالأمر نفسه، ما يؤكد أن التسكع مع الأصدقاء “الخائنين” يرفع من احتمال خيانة الرجل لزوجته بما أن الأمر يصبح حالة طبيعية وعادية عنده، أي إنه يرى آخرين يخونون زوجاتهن.

لا يجوز للمرأة أن تمنع زوجها من الخروج بصحبة رفاقه، لكن يُفَضّل أن تكون لقاءاتهم في مباريات رياضية مثلاً أو في مناسبات اجتماعية، خلافاً لأماكن مثل الحانات والمربعات الليلية حيث لا يكون أغلب المحيط من المتزوّجين.

لتفادي الخيانة

لئن السبب الحقيقي هو الفراغ العاطفي في العلاقة الزوجية، على الثنائي العمل دوماً على توطيد تواصله وتعزيزه، عبر التحدث يومياً والوقوف عند أي أمرٍ يزعج الآخر، ما يؤدي للحفاظ على السعادة مع الشريك.

أما في حال شك المرأة بأن زوجها يخونها، عليها التنبه للأمور الدالة إلى خيانته ومعالجتها لتفادي حصول الخيانة فعلاً، من خلال تغيير تصرفاتها معه والتركيز على تلبية حاجاته العاطفية لإعادة التفاهم العاطفي الذي جمعهما منذ البداية، وعلى إظهارها التقدير لشخصه. وفي خطوة أولى لتفادي الخيانة، على المرأة أن تضع تمضية الوقت مع زوجها أول نقطة على “جدول أعمالها”.

هي تتفهم وهو يخفف من ذنبه؟!

تفتح هذه المعطيات الباب على مصراعَيه لاحتمال تفهّم المرأة لخيانة زوجها، إذ قد تنظر إلى هذا الأمر من الناحية العلمية، بما أنه تبين أن “الغربة” العاطفية هي السبب الأول للخيانة، وليس قلة الأخلاق من الزوج والرغبة في علاقة جنسية مع امرأة أخرى.

فيما قد يستغل الرجل هذا الأمر لتبرير فعلته والتنقيص من ذنبه، ويمكن أن يذهب أبعد من ذلك لإلقاء اللوم على زوجته معتبراً أنها أدّت لخيانته بسبب غياب التواصل العاطفي بينهما، لتظلّ مسألة الخيانة الزوجية “شد حبال” بين الشريكَين، فيما على كلّ واحد تحمّل مسؤوليته للنهوض بالعلاقة وعدم إيصالها لحد الخيانة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى