
في الوقت الذي تتزايد فيه التحذيرات عالميا من أن الذكاء الاصطناعي قد يقود إلى موجة تسريحات واسعة، تظهر البيانات الحديثة أن هذه التكنولوجيا خلقت 16 وظيفة جديدة بالكامل في الآونة الأخيرة، وهو ما يعكس تحولا نوعيا في سوق العمل بدلا من اختفاء الوظائف.
وكشفت دراسة أعدتها شركات كبرى مثل وول مارت وSalesforce وWorkday وKPMG أن تبني الذكاء الاصطناعي ساهم في ابتكار وظائف جديدة تساعد المؤسسات على دمج التكنولوجيا الذكية في عملياتها اليومية وزيادة الكفاءة التشغيلية. بعض هذه الوظائف يمثل امتدادا لأدوار قديمة، بينما جاءت الأخرى مبتكرة بالكامل، ولم تكن موجودة قبل طفرة الذكاء الاصطناعي، مثل مصمم محادثات الذكاء الاصطناعي، مهندس المعرفة، مصمم التفاعل، مهندس الأوامر، وقائد التعاون البشري مع الذكاء الاصطناعي.
وتشمل الوظائف الجديدة أيضا أدوارا تنفيذية وإدارية مثل رئيس قسم الذكاء الاصطناعي، نائب الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي، مهندس الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، ومدير عمليات الوكلاء الأذكياء، إلى جانب أدوار تقنية متخصصة مثل مهندس بنية الذكاء الاصطناعي، مصنّف البيانات، ومهندس تنسيق الأنظمة.
وأكد تقرير نشره بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن تبني الشركات للذكاء الاصطناعي لم يسفر حتى الآن عن تسريحات جماعية واسعة، بل عن إعادة تدريب الموظفين، وهو ما يعكس واقع التحول الوظيفي أكثر من الاستغناء عن البشر.
وقال الكاتب والمحلل ألان القارح إن هذه الوظائف الجديدة تؤكد أن سوق العمل يتجه نحو التحوّل وليس الاختفاء. وأضاف أن التاريخ شهد نماذج مماثلة مع الكهرباء في المصانع في عشرينات القرن الماضي والحاسوب في الثمانينيات والتسعينيات، حيث أدت التكنولوجيا إلى اختفاء بعض الوظائف التقليدية وظهور أخرى مبتكرة لم تكن موجودة سابقاً.
ورغم أن السنوات الخمس المقبلة قد تشهد “آلام انتقال” لبعض الفئات مثل موظفي الخدمة والعمل الإداري ورواد الإنتاج الروتيني، يؤكد القارح أن القدرة على صقل مهارات الذكاء الاصطناعي ودمجه في العمل ستكون العامل الحاسم للنجاح، بينما سيصبح المتخلفون عن مواكبة الثورة الرقمية مجرد مراقبين.
ويخلص الخبراء إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يقضي على الوظائف بل يعيد تشكيلها، ويمنح العمال القادرين على التكيف والابتكار فرصا أكبر لتبوؤ أدوار قيادية ومهنية في عصر رقمي جديد.





