
في خرجة مثيرة لأحمد الريسوني الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية الحاكم، هاجم فيها رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، على خلفية حديث بنكيران عن استعداده للاستقالة في حالة ثبوت مسؤوليته أو أي أحد من وزرائه في فاجعة طانطان.
الريسوني خاطب بنكيران في مقال على موقعه الإلكتروني بالقول “نحن المواطنين لا نريد ولن يعجبنا أي حديث عن الاستقالة؛ بل نريد التفعيل الجدي للدستور، والاحترام الكامل للقانون، والامتثال الحقيقي لإرادة الشعب. نريد مزيدا من الاستقامة لا حديثا عن الاستقالة”.
وأضاف الريسوني في مقاله المعنون ب”ما قل ودل: استقالة الحكومة بين الجد والهزل”، أن “حديث رئيس الحكومة عن فكرة “الاستقالة” ليس جديدا وليس قليلا، فلا يكاد يمر شهران أو ثلاثة دون أن يخبرنا سيادته عن استقالة كانت ستقع، أو كادت أن تقع، أو يمكن أن تقع، أو أنه فكر فيها، أو تراجع عنها…”
وتابع الريسوني توضيحه “مثل رئيس الحكومة، سبق لعدد من الوزراء الحاليين أن تحدثوا عن الاستقالة أو لوحوا بها، ولكنهم كفُّوا عن هذا الحديث، وكأنهم فوضوا ذلك لرئيسهم.يعرف كل العارفين أن هذا السيل من “أحاديث الاستقالة” ليس له – عموما – أي رصيد من الجدية والمصداقية ومن الواقعية. ولكن يبقى الحديث عن استقالة الحكومة أو رئيسها بسبب حادثة سير هو الأكثر بعدا عن الجدية والواقعية”.
بالمقابل، شدد الفقيه المقاصدي على أن “المشكلة ليست في أي حادثة سير بعينها، حتى ولو كان عدد ضحاياها كبيرا وفاجعا، المشكلة في الأسباب المتفشية المعشِّشة التي أودت – وستودي حتما – بما لا يحصى من القتلى والجرحى والخسائر والفواجع، في طول البلاد وعرضها، وعلى مدى العقود والأجيال. فهي التي تنتج الحوادث وتضاعفها، وتمنع توقيفها أو حتى تقليلها…”





