الأخبارمتفرقاتمستجدات

الزفزافي والعنف المتخيل.. تناقض الرواية يكشف حقيقة “صنم الريف”

الخط :
إستمع للمقال

كثيرا ما يحاول المرء العاقل والمتابع لما يحدث في الساحة الوطنية، التعاطي بكل أمانة وتجرد فيما استجد من أحداث ببلادنا، أن يكون منصفا حد التجرد، خصوصا في الأحداث التي تخلّف في الغالب مشتكيا ومتهما على ذمة التحقيق والمحاكمة، تماما كما جرى ولازال في محاكمة المتابعين على خلفية أحداث الحسيمة الأخيرة.

لكن، بعض الخرجات الخارجة عن المعنى، لبعض هؤلاء المتابعين تقتضي في بعض الأحيان التفصيل الدقيق والتعليق الجريء، حتى لو قال من قال حول هذه التعليقات، على أنها من الممكن أن تؤثر على القضاء أو أنها تتحامل على معتقل ضعيف.

مناسبة هذا التقديم ما “جاد” به متزعم احتجاجات الحسيمة المعتقل، ناصر الزفزافي الذي كان يلهث لنيل “متعة السلطة” بحسب ما كان قد أقنعه من ورطوه في لعبة أكبر منه بكثير، قبل اكتشافه لحقيقة الورطة والفخ الذي وقع فيه، حيث أدلى أمس الثلاثاء في جلسة الاستماع إليه، بكلام غريب غير مقبول، لا بالعقل ولا بالمنطق، متعلق بما أسماه “التعذيب الذي تعرض له ليلة اعتقاله”!

نعم، هكذا وبشكل مفاجئ، استفاق “الزفزافي العظيم” من سباته العميق وبتوجيه مكشوف على ما يبدو من بعض محاميه وزائريه، ليحكي وبأسلوب تمثيلي، روايات تعذيب “بشعة” مورست في حقه ليلة اعتقاله، وهو ما يتناقض تناقضا صارخا مع كل التصريحات والأقوال التي سبق وقالها، إما هو بنفسه أو عن طريق والده أو والدته أو محاميه، الذين كانوا قد نفوا وبشكل قاطع وبتوثيق عدسات الإعلام، تعرض “ابنهم المدلل” لأي تعذيب يذكر على أيدي قوات الأمن التي تمكنت من اكتشاف مخبئه السري ونقله للتحقيق معه في ما نسب إليه.

حديث الزفزافي ذاك، حول تعرضه لاعتداءات استهدفت كرامته الإنسانية، ولتعنيف جسدي وجنسي، صورها بحديثه على شاكلة فيلم هوليودي، مع تأكيده عدم ذرفه الدموع حول ما تعرض له، في محاولة لتجسيد نفسه كـ”قيادي أسطوري”، جعل متابعين يضحكون من أقواله وادعاءاته الغريبة تلك.

فكيف يا ترى يتم “إدخال عصى في مؤخرة الزفزافي” وبقدرة قادر لا تخلف أي ضرر في جهازه، بل الأدهى من ذلك أنه يتحرك ويمشي بشكل عادي، منذ اعتقاله ولحدود هذه اللحظة، وكأنه كائن فضائي من أفلام الخيال العلمي، يستطيع لملمة جراحه في رمشة عين!!

ثم كيف يعقل وبكل بساطة أن لا تخرج هذه الكلمات منذ اعتقاله، وفي زمن الدفاع عنه من طرف “محامي الصراخ والبعبعة” محمد زيان، الذي تخلى عن دفاعه عنه، حيث كان فم زيان، يكفي حينها فقط ليقيم الدنيا ويقعدها حول هذه الاتهامات الباطلة، وهذا “العنف المتخيل”، المتهمة به قوات الأمن، للمطالبة ببراءة الزفزافي وتعويضه ماديا ومعنويا، ولو اقتضى الأمر إنشاء “هيئة دستورية للمصالحة مع الزفزافي وحده لا شريك معه”!!

فمتى ينتهي هراء الزفزافي هذا؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى