الأخبارمجتمعمستجدات

«العرب اليوم وأعباء الفراغ الاستراتيجي» محور الندوة الرابعة بموسم أصيلة الثقافي الدولي الـ44

الخط :
إستمع للمقال

سلط ثلة من خبراء وسياسيين مغاربة وأجانب، الضوء على عوامل التراجع وآفاق الإصلاح في النظام الإقليمي العربي، وذلك في رابع ندوات منتدى أصيلة الـ44، حول موضوع «العرب اليوم وأعباء الفراغ الإستراتيجي» محور الندوة الرابعة بموسم أصيلة الثقافي الدولي الـ44، التي انطلقت مساء الثلاثاء.

وفي كلمته الافتتاحية أكد محمد بن عيسى رئيس مؤسسة منتدى أصيلة، أن الندوات المبرمجة بموسم أصيلة الثقافي الدولي تعير اهتماما خاصا للتطورات والتحديات التي تواجهها المجتمعات في أفريقيا وفي المشرق العربي، مبرزا أن منطقتنا تعيش أوضاعا استثنائية خاصة، في ظرفية دقيقة تحتاج منا التفكير المعمق، والاستشراف الثاقب، لتشخيص الواقع واستكناه المستقبل، فمن الجلي أن الخارطة العالمية تغيرت نوعيا في الآونة الأخيرة، كما أن الموازين الجيوسياسية تبدلت، وقواعد النظام الدولي لم تعد كما كانت ومن هنا لا بد من مراعاة هذه المستجدات في أي تفكير معمق وجاد.

وتابع بن عيسى ”ولقد انطلقنا في هذه الندوة من ملاحظة دقيقة صاغها سمو الأمير الراحل سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي الأسبق، عندما تحدث عن ما تعيشه أغلب دول العالم العربي من “خواء استراتيجي” ناتج عن عوامل دولية وإقليمية معروفة للجميع“.

وأضاف رئيس منتدى مؤسسة أصيلة،” ما نريد اليوم هو تسليط الأضواء الكاشفة على هذه المعادلة في اتجاهاتها، ورهاناتها، وآفاقها المستقبلية ولا شك أن جمعكم الكريم قادر على تقديم الرؤية الساطعة، والفهم الرصين للمعادلة الجيوسياسية العالمية بتأثيراتها الإقليمية تلمسًا للمسلك الناجع لاستعادة العرب زمام المبادرة الاستراتيجية في سياق دولي متغير“.

من جانبه، أشار عبد الكريم بن عتيق وزير منتدب سابق لدى وزارة الخارجية المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، في معرض مداخلته، إلى الرأسمال الذي تزخر به القارة خصوصا الموقع الجغرافي المهم الذي يضم 13 مليون كلم مربع مما يجعل منه فضاء جغرافيا مهما له ثقل في معادلة التنمية.

وسجل الوزير السابق، أن العالم العربي يعيش نوع من الانكماش الاقتصادي وارتفاع نسبة الأمية و هذا أكبر عائق يقف أمام التنمية، بالإضافة إلى ضعف التبادل بين الدول العربية وغياب مؤشر الاستقرار بسبب نشوب حروب كالسودان ليبيا اليمن وهشاشة في النظام العراق سوريا.

ولفت بن عتيق إلى أننا نعيش نكسة الربيع العربي التي جعلت الغرب يعتبر التقدم الديمقراطي شبه مستحيل في العالم العربي.

ويرى الوزير السابق، أنه وبالرغم من التحديات المطروحة، إلا أن هذه المرحلة من حياة الأمة العربية تتطلب، تقديم حلول مستقبلية، أولها الانتقال من مشروع الجامعة العربية إلى مشروع اتحاد الدول العربية يضم مجلس أعلى من رؤساء وملوك يعقد اجتماعات دولية واستثنائية، لكي يسمح بإنهاء ظاهرة المؤتمرات العربية التي تحولت لفضاءات لإلقاء الخطب وتبادل التهم وتأجيج الصراعات عوض تقليصها، ثانيا انتخاب برلمان عربي بالاقتراع المباشر وليس بالتعيين وإشراك المواطن العربي في هذه العملية عن طريق الانتخابات، بالإضافة إلى خلق محكمة عربية عليا لتكون دور الوساطة والتحكيم في الملفات المعقدة.

أما على المستوى الاقتصادي، فقد دعا بن عتيق إلى إطلاق بنك عربي للاستثمار يقوم بمهام تمويل الفلاحة العصرية والصناعات ذات المنفعة والبحث العلمي لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

كما أوصى ذات المتحدث، بضرورة التفكير في عقيدة دفاعية مشتركة، مبرزا أنه بدون تأسيس قوة عسكرية بشكل تدريجي بعقيدة موحدة لا يمكن أن نكون غدا كعالم عربي حاضر في المفاوضات القادمة.

وفي مداخلته أشار محمد أوجار وزير العدل الأسبق، أنه في ظل هذه الظروف، كلمة الفراغ لا تكفي لوصف وضعية العرب، نحن نعيش مجتمعا جديدا تحكمه ثورة تكنولوجية ضخمة، مضيفا أنه لا يمكننا الحديث عن التلاحم وحسن الجوار، والدولة الجار تخطط للمناورات والدسائس للمغرب بشكل جبان، والجامعة عربية تختزل مهامها فقط في صياغة البيانات.

وفي تصريح لموقع ”برلمان.كوم“، أوضحت ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، أن هذه الندوة تأتي في إطار تاريخي وسياسي مهم جدا، حيث تعرف العديد من الدول العربية الكثير من التطورات الجيوسياسية الخطيرة التي تشكل تهديدا كبير على الوطن العربي والمنطقة.

واعتبرت الخبيرة، أن الفراغ الاستراتيجي جاء بعد تسجيل غياب مشروع عربي متكامل قادر على التغلب الإخفاقات في التعليم والاقتصاد في الهياكل السياسية، وهذا كله بحاجة إلى مشروع نهضة عربي عبر الأيديولوجيات يستوعب التغيرات الحاصلة في العالم من ثورة تكنولوجية وفكرية، وقادر في نفس الوقت على موازنة المصالح في عالم يتغير وتتنافس فيه القوى الكبرى فيما بينها.

واعتبر المشاركون في الندوة أن عبارة ”الفراغ الاستراتيجي“ لها أربعة ظواهر متداخلة هي: تراجع النظام الإقليمي العربي وضعف مؤسساته المشتركة، وعجزه عن بلورة الحد الأدنى من التوافقات الداخلية بخصوص الملفات المحورية وقضايا الساعة الجوهرية.

-انهيار الدولة الوطنية المركزية في عدة بلدان عربية وانتشار الحروب الأهلية والصراعات الداخلية فيها، بما أدى إلى غيابها الكلي عن الالتزامات الإقليمية المشتركة.

ـ تنامي الاختراق الأمني والجيوسياسي الأجنبي للمنطقة العربية، بحيث تزايد وتعمق حضور وتأثير القوى الإقليمية غير العربية في القضايا العربية على حساب مقتضيات التضامن الإقليمي العربي.

-ظهور مشاريع إقليمية جديدة على الطاولة الدولية مثل الشراكة الشرق المتوسطية وتجمع القوى الإسلامية العربية الآسيوية ….

وأخيرا تراجع الدور السياسي والديبلوماسي العربي في الأجندة الدولية، بما انعكس سلبا على المصالح الاستراتيجية العربية، وتجلى في ضعف الصوت العربي في المحافل العالمية.

ويشارك في فعاليات الدورة الرابعة والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي والدورة السابعة والثلاثين لجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة، المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس بمبادرة من مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبلدية أصيلة إلى غاية 26 أكتوبر الجاري، أزيد من 300 شخصية سياسية ومفكرين إلى جانب برنامج ثقافي وفني غني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى