الأخبارسياسةمستجدات

الفاتحي يعدد الأسباب الخفية لاستقالة المبعوث الأممي للصحراء المغربية كولر

الخط :
إستمع للمقال

أعلنت الأمم المتّحدة، مساء يوم أول أمس الأربعاء، أنّ مبعوثها إلى الصحراء المغربية، الألماني هورست كوهلر (76 عاماً) استقال من منصبه، وعزت سبب الاستقالة إلى دواع صحية دون ذكر تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع، وهو الأمر الذي طرح لدى الرأي العام المغربي العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت هناك أسباب غير معلنة دفعت به إلى الإستقالة.

عبد الفتاح الفاتحي، خبير ومتخصص في قضية الصحراء المغربية، أوضح في تصريح لـ”برلمان.كوم“، أن استقالة كوهلر تتجاوز دواعي الحالة الصحية، “سيما وأننا لم نسمع عن تقارير صحية حرجة حوله، ليبقى فرض استقالته ناجمة عن عدم تلمس رغبة حقيقية لدى خصوم المغرب في إيجاد حل سياسي في الظروف الحالية، حيث تعيش الجزائر على صفيح سياسي ساخن، فمارست ضغوطا لتعطيل عمل كوهلر إلى أن تصبح جاهزة سياسيا على المستوى الداخلي”.

واعتقد الفاتحي، أن كوهلر مورست عليه ضغوطات، لتوقيف عمله الساعي إلى إيجاد تسوية سياسية في أقرب فرصة وفق ما يطلبه منه مجلس الأمن الدولي، خاصة وأنه دعا إلى مائدة ثالثة كانت منتظرة الصيف المقبل، وقد بدأ بالفعل في تعبيد الطريق، لذلك أقنع الجزائر بالحضور إلى موائده المستديرة باعتبارها لاعبا أساسيا في نزاع الصحراء وبعدها كرس مبدأ الواقعية والاستدامة كأساس لتصور أي حل لنزاع الصحراء.

وأبرز الفاتحي أن استقالة هورست كوهلر كانت جد مفاجئة ومأسوف عليها بعدما بات الرجل يحظى بتأييد كافة الأطراف، وخاصة من لدن مجلس الأمن الدولي، الذي أشاد بالدينامية الجديدة التي حققها الرجل، والتي تجسدت في القرار الأممي الأخير حول الصحراء رقم 2468.

وأضاف الفاتحي، أن كوهلر استطاع إحياء المباحثات حول إيجاد تسوية سياسية لنزاع الصحراء، بعدما توقفت منذ سنة 2012، حيث ابتدع عقد موائد مستديرة بين أطراف النزاع، وألح جاهدا على حضور الجزائر في البحث عن تسوية لقضية الصحراء المغربية لدورها المباشر والأساسي في النزاع.

وأوضح الخبير في العلاقات الدولية، أنه لكل ما سبق ذكره، بات كوهلر يحظى بإشادات دولية، وأصبح الشخصية المثلى والقادرة على تحقيق اختراق في ملف نزاع الصحراء، حتى أن العديد من التوقعات رجحت إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية وشيكة في عهده، وخاصة أنه كرس الواقعية السياسية كأساس لإيجاد حل سياسي متوافق بشأنه ومقبول لدى الأطراف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى