الملك محمد السادس: لقد حان الوقت لتغيير شامل لتدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية

وجه الملك محمد السادس، مساء اليوم الثلاثاء 29 يوليوز الجاري، خطابا إلى شعبه الوفي، بمناسبة عيد العرش المجيد الذي يصادف الذكرى السادسة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين.

وفي هذا السياق، أكد الملك محمد السادس أن ما حققته المملكة لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة لرؤية استراتيجية بعيدة المدى حرصت على تعزيز مقومات الدولة، وبناء اقتصاد أكثر تنوعا، قادر على الصمود رغم التحديات المناخية، ومنها توالي سنوات الجفاف.

وفي هذا السياق، شدد الملك محمد السادس على أن المغرب استطاع الحفاظ على وتيرة نموه، بل وشهد نهضة غير مسبوقة على عدة مستويات.

وأشار الملك محمد السادس إلى أن المغرب الصاعد اليوم يتميز بتنوع شركائه الاقتصاديين، وانفتاحه على أسواق متعددة، مما ساهم في تعزيز مكانته الجيو-اقتصادية.

كما أبرز الملك محمد السادس ما يتوفر عليه المغرب من بنية تحتية متقدمة ومؤسسات قوية وشبكات تأمين فعالة، جعلت منه بلدًا مؤهلا لجذب الاستثمارات ولتأمين استدامة المشاريع التنموية الكبرى.

وتوقف الخطاب الملكي عند نتائج الإحصاء العام، الذي كشف عن مجموعة من التحولات الاجتماعية، من بينها تسجيل تراجع ملحوظ في معدلات الفقر، وتحسن ملحوظ في مؤشرات التنمية البشرية. غير أن جلالته لم يغفل الإشارة إلى استمرار بعض مظاهر الهشاشة في عدد من المناطق، معتبرا أن ذلك لا ينسجم مع الرؤية التنموية الشاملة للمملكة.

وفي هذا الإطار، قال الملك محمد السادس: “لقد حان الوقت لإطلاق تغيير شامل من أجل تدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية التي ما تزال قائمة في بعض المناطق من بلادنا”.

كما وجه جلالته الحكومة إلى ضرورة التركيز على ملفات محورية، من قبيل دعم التشغيل، وتعزيز منظومة التربية والتعليم، بما يضمن تحقيق عدالة مجالية واجتماعية، ويعزز ثقة المواطنين في مؤسساتهم.

ولم يفوت الملك محمد السادس الفرصة دون التطرق إلى التحديات المناخية والمائية، حيث شدد على أهمية تدبير استباقي لأزمة الإجهاد المائي، باعتبارها أحد التحديات الاستراتيجية للمغرب في السنوات المقبلة.