
كشف المنتج المسرحي الراحل سمير خفاجي، في مذكراته “أوراق من عمري”، عن كواليس لم تُرْو من قبل للمسرحية الأيقونية “مدرسة المشاغبين”، والتي تُعد علامة فارقة في تاريخ المسرح المصري والعربي.
موقع “العربية” انفرد بنشر هذه التفاصيل المثيرة التي تسلط الضوء على بدايات العمل والتحديات التي واجهته، بالإضافة إلى الأجور المتدنية التي تقاضاها النجوم الكبار في ذلك الوقت.
وبحسب ما كشفه خفاجي في مذكراته، فإن فكرة “مدرسة المشاغبين” جاءت في أعقاب انفصال الفنانين فؤاد المهندس وشويكار عن فرقة “الفنانين المتحدين”، وهو ما شكل صدمة للمنتج الذي رأى في المسرحية فرصة للعودة بقوة إلى الساحة الفنية.
ومن أبرز ما تضمنته المذكرات، تفاصيل الأجور المتدنية التي تلقاها طاقم العمل. ففي الوقت الذي كان فيه الفنان عبد المنعم مدبولي (المرشح الأول لدور المدير) يتقاضى 650 جنيهاً كأعلى أجر، كانت أجور نجوم اليوم متواضعة للغاية؛ حيث حصل سعيد صالح على 80 جنيهاً شهرياً، وعادل إمام على 70 جنيهاً فقط، بينما تقاضى يونس شلبي 20 جنيهاً كونه وجهاً جديداً وطالباً.
كما كشفت المذكرات عن تغييرات جوهرية في الأدوار الرئيسية. فقد كان من المقرر أن يؤدي الفنان عبد المنعم مدبولي دور مدير المدرسة، لكن خروجه عن النص وتصرفات الفنانين دفعت المخرج لاختيار الفنان حسن مصطفى بدلاً منه. أما دور “ليلى” الذي جسدته سهير البابلي ببراعة، فقد كان معروضاً في البداية على الفنانة نجلاء فتحي التي اعتذرت عن المشاركة لصعوبة التزامها بشكل يومي.
وتناولت مذكرات خفاجة أيضاً، ظاهرة “الارتجال” التي اشتهرت بها المسرحية، حيث كان الفنانون يخرجون عن النص الأصلي بشكل متكرر، مما أثار في بعض الأحيان انزعاج المخرج والرقابة.
ولم تخلو الكواليس من لمحات طريفة ومفاجئة، حيث يروي خفاجي في مذكراته، عن اتصال جاءه ليجيب خفاجى فيجد المتصل يخبره أنه الموسيقار محمد عبد الوهاب ويرغب في الحصول على 4 تذاكر للمسرحية، فشك خفاجي بأن المتصل هو الممثل حسن مصطفى فقام بتوبيخه وأغلق الخط.
فوجئ بعدها المنتج باتصال هاتفي من أحد الصحافيين الذي عاتبه على ما فعله مع محمد عبد الوهاب، ليدرك حينها المنتج أن الاتصال كان حقيقياً، فوجّه اعتذاراً إلى الموسيقار ومنحه تذاكر للعرض.
يُذكر أن “مدرسة المشاغبين” حققت نجاحاً جماهيرياً منقطع النظير، وصفتها الإعلانات حينها بـ “مسرحية المليون مشاهد”، لتصبح أيقونة فنية ساهمت في إطلاق شرارة نجومية العديد من أبطالها، وخلدت في ذاكرة الأجيال كواحدة من أهم الأعمال المسرحية العربية.





