قال جمال الدين الهاني، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن ما يثير المشاهد لخريطة دول الساحل والصحراء هو أن الحدود قد خطت بمسطرة، حيث أنها عبارة عن مستقيمات وكأن الحدود بين الدول ليس فيها سكان ولا قبائل ولا تضاريس ولا اعتبارات تاريخية ولا جغرافية.
وأضاف في مداخلته بالنسخة الثانية لسنة 2018 من منتدى طرفاية المنظم بشراكة بين “منتدى البدائل” وجامعة محمد الخامس حول إشكالية الحدود الإستعمارية في منطقة الساحل والصحراء، أن هذه الحدود سطرت في هذه العواصم الاستعمارية دون الأخذ بعين الاعتبار العوامل الطبيعية والسكانية، كما لا تأخذ بعين الاعتبار الجانب الإنساني.
وأوضح الهاني أن التقسيم الحدودي الذي وضعه الاستعمار لهذه المنطقة لم يراعي لا وحدة وطبيعة القبائل الرحل ولا طبيعة التضاريس التي قسمت من دون اعتبار للمياه والأنهار ومجاريها، وقد ترتب عن هذا التوزيع الغير طبيعي للأرض والانسان ظهور مشاكل وأزمات اصبحت تشكل تهديدا واضحا لأمن الدول والمنطقة والعالم، وعائقا للنمو الاقتصادي والاجتماعي لساكنة هذه المنطقة.
وأشار الى أن التحديات التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء بالتداخل والتعقيد، الامر الذي أدى الى بروز القوي للخصوصيات العرقية والثقافية، والتهديدات الأمنية المتعددة، المتمثلة في: توسع أنشطة التهريب والجريمة المنظمة، انتشار أسلحة في كل مكان من المنطقة.
