الأخبارسياسةمستجدات

امرأة تجلد وطنها أمام أنظار أخنوش وتقول: عاشت إسبانيا

الخط :
إستمع للمقال

يبدو أن عزيز أخنوش “بغا يكحل ليها وعماها”، وأخطاؤه التاكتيكية أصبحت تسبق خطواته الترتيبية للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

فخلال الأسبوع الماضي، تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مكثف شريط فيديو يظهر ضغف الكفاءة التنظيمية لمساعدي أخنوش، وفشلهم الذريع في ترتيب لقاء صغير بمدريد، والتحكم في مساره، وبالتالي فليس أخنوش ورفاقه من كانوا نجوما للقاء الحزبي، بل تلك المرأة التي أخذت الكلمة، وأشبعت وطنها صفعا ولكمات، تحت تصفيقات قياديي وأعضاء التجمع الوطني للأحرار الحاضرين في القاعة، والجالسين على المنصة.

لم تترك تلك السيدة التي تكلمت بحماس يثير الشك، جنبا في وطنها إلا ركلته، ولم تترك جرحا إلا خدشته بأصابعها، في حين ظل عزيز أخنوش يرمقها بعينه، وأقدم مرافقوه على فعل فعلتهم بالتصفيق المجاني لضرب الوطن، مما زاد في حماس هذه السيدة فعلا صراخها وهي تهلل لإسبانيا وتتمنى لها طول الحياة بما يفيد بأنه لم يعد من حق وطنها أن يعيش.

لم تترك هذه السيدة، التي قالت إنها تنتمي إلى التجمع الوطني للأحرار، لأعداء هذا الوطن وللمتربصين باستقراره ما يضربونه به، فانبرت حاملة سياط لسانها لتصفع به ذات اليمين وذات اليسار: “فالأمن غير مستتب في المغرب، والمواطن المغربي مكبوت ومتحرش بالنساء، والوطن مخيف ولا يحب أبناءه، كما أنه لا يسمح للمواطن بالتجول ولا بالكلام، ولا يسمح للمرأة بالخروج إلى الشارع، والشرطة والقوات المساعدة ترهب المواطنين…ووو”.

كل هذه الركلات والصفعات التي لم يجرؤ على توجيهها انفصاليو البوليساريو، ولا الشاردين عن وطنهم، توجهها بحماس متحزبة تنتمي للتجمع الوطني للأحرار، تحت تشجيع وتصفيقات العديد من الحاضرين، بمن فيهم بعض مساعدي ومرافقي عزيز أخنوش، ومنهم من قال لها: “براڤو، براڤو”!

وبمقابل هذه الضربات، تحت الحزام وفوقه، تتقدم هذه السيدة بالإطراء والمديح لإسبانيا، ولعزيز أخنوش، فهذا الأخير قريب منها جدا إلى درجة وصفته بأخيها، أما إسبانيا وتركيا فهما من أجمل بلدان العالم أمنا وصحة وديموقراطية، بما يفيد أن المغرب لا يستحق أن يكون وطنا.

إن العارفين بتقنيات التواصل يمكنهم تشخيص حالة هذه المرأة في رمشة عين، فقد انفلت لسانها وزاغ عن الجادة لسبب واحد وهو: فرط الحماس، وكثرة التشجيع، وسوء تنظيم الملتقى الذي يشرف عليه حزب عزيز أخنوش، وضعف التوجيه والترتيب عند مساعدي هذا الرجل.

نحن في موقع “برلمان.كوم” تفادينا أكثر من مرة التواجه مع هذا الحزب وترك الوقت الكافي لقيادته الجديدة، إلى أن اتهمنا البعض بالانتماء إليه أو الارتماء في أحضانه، بينما نحن في الحقيقة حريصون على حماية الوطن من الذين يحكمونه بالكذب والنفاق. أما اليوم فلا بأس بأن نقول إن حزب أخنوش لا يختلف كثيرا عن العدالة والتنمية، بل أكثر من ذلك إنه أصبح يخيفنا أكثر مما يخيفنا العدالة والتنمية، ما دام المنتمون إليه يصفقون ويهللون لامرأة تدعي الخوف من وطنها.

نعم يحق للمواطن أن ينتقد مواطن الضعف البارزة في بلاده، وأن يسعى لإصلاحها بالوسائل المتاحة والشرعية، أما أن يضرب خبط عشواء، فلا يترك كبيرة ولا صغيرة إلا صبغها بالأسود، فمن حقنا أن نرد عليه بالقول إنه جاحد.

وكخلاصة لهذه الفضيحة نقول لأخنوش ومن والاه في حزبه: إن حب الوطن هو أجمل ما نملك في هذه البلاد، وإن الذين يصفعونه من الخارج ما هم إلا جبناء، لأن الشجاعة هي أن ننتقد وطننا من الداخل لا من الخارج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى