الأخبارخاص بالإنتخاباتسياسةمستجدات

انتخابات : الاكتساح الذي كان يدغدغ خيال  “البيجيدي” لم يتحقق ، وكل خطوة في غير محلها سوف تكلفه ثمنا باهضا

الخط :
إستمع للمقال

بعد أن قال الناخبون كلمتهم الأخيرة ، بمناسبة اقتراع 7 أكتوبر لانتخاب أعضاء مجلس النواب، بمنحهم فوزا ضيق الأفق لحزب العدالة والتنمية، الذي حاز 125 مقعدا ، متصدرا بذلك نتائج هذه الانتخابات، عكس ما كان متوقعا ، بالنظر للنتائج المتواضعة للحكومة المنتهية ولايتها ، يتعين على هذه الهيئة السياسية، أن تقوم بنقدها الذاتي وتكون في مستوى الثقة ، التي وضعه فيها جزء كبير من المواطنين.

كفى من الخطب ، التي تتحدث عن “التماسيح والعفاريت”، ومن “الثريات” التي تزين البيوت ، في إشارة إلى النساء ، كلها خطب جوفاء وإشارات مضحكة ولامسؤولة ، يجب ألا يكون لها مكان في قاموس المسؤول الأول عن الحزب الفائز بهذه الانتخبات.

العودة إلى الجد ، أمر أصبح أكثر إلحاحا ، لأن المغاربة، مهما طال صبرهم ، ليسوا سذجا ، ولن يصدقوا مثل هذه الخطب.

والاكتساح الذي طالما دغدغ خيال “البيجيدي”، ومنى به النفس، لم يتحقق . والسبب  في ذلك ، يعود ، على الخصوص، إلى خصم سياسي ، استطاع أن يفرض نفسه في الساحة السياسية ، خلال وقت قصير ، والمقصود به طبعا ، هو حزب الأصالة والمعاصرة ، الذي احتل الرتبة الثانية في نتائج الاقتراع بحصوله على 102  مقعدا. مرده ذلك إلى كون المغاربة ليسوا مغفلين ، وجزء كبير منهم رفضوا أن يمنحوا البيجيدي” شيكا على بياض .

كل ذلك ، يجب أن يكون عبرة لحزب ابن كيران ، الذي عليه أيضا ، أن يتعامل مع “البام”، الذي صوت عليه هؤلاء الناخبون بكثافة ، وعليه ألا يجعل كل تركيزه على هذا الحزب ، الذي أصبح تواجده على الخريطة السياسية للمملكة أمرا واقعا ، وعليه أخيرا ، العمل على الرفع من مستوى النقاش بين الفرقاء والفاعلين السياسيين وغيرهم على الساحة الوطنية.

وإذا كان العدالة والتنمية يتباهى بفوزه بثقة جزء كبير من المواطنين ، وأنه بذلك ذاق طعم السلطة ، عليه ، قبل كل شيء ، أن يهتم بتنظيف ما علق ببيته من مظاهر الفساد والانحراف ، لأن المغاربة لن ينسوا بسهولة سلسة الفضائح المالية والأخلاقية والجنسية ، التي فاحت رائحتها داخل بيت حزب المصباح ، وتورطت فيها مجموعة من قيادييه ، ولن تجدي معها أية محاوله لتجاوزها بطي ملفاتها ، تحت عنوان ، “عفى الله عما سلف” .

وعلى “البيجيدي” ، الذي يستعد لتشكيل حكومة جديدة، سوف تستمر خمس سنوات أخرى ، في إطار تحالف ، عليه أن يبحث عنه ، وخاصة أن يقنع أعضاءه، وهي مهمة ليس بالأمر الهين، (عليه) ، أن يضع نصب عينيه، أن أية خطوة في غير محلها ، أو محاولة العودة إلى الوراء والابقاء على الوضع على ما هو عليه ، سوف يكلفه ثمنا باهضا.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مع كامل الاسف بعض المقالات اصبحنا حين نريد قراءتها علينا ابعاد ابنائنا من قربنا نظرا لقلة الحياء فيها. ليس دفاعا عن العدالة و التنمية لكن دفاعا عن جل المغاربة. اولا ليس من حق اي كان ان يصدر حكمه على اي كان و المخول هو العدالة . ثانيا الحزب احتل المرتبة الاولى بسبب تورط بعض رجال السلطة في توجيه الناخبين لحزب معين و اتهامه بمجموعة من الاتهامات و التي لم يصدر حتى الان اي امر قضائي. ثالثا و هذا هو الخطير ان اكثر من 75 بالمئة من المواقع و القنوات و الحرائر الاخبارية وضفت ضده لذلك المغاربة الدين صوتوا عليه هناك من صوت من اجل القناعة و هناك من صوت ضدا في السلطة و هناك من صوت من اجل الا يحتل الحزب المعلوم المرتبة للاولى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى