الأخبارمجتمعمستجدات

اندفاع خالد البكاري في قضية سعيدة العلمي.. تضامن أم لهفة حقوقية؟

الخط :
إستمع للمقال

في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدا في ولاية فلوريدا، “الإفراط في الضحك بدون سبب أمام قاضي” يعتبر جريمة إهانة لسلطة قضائية، ويكلف المتهمة حكما مضاعفا مشدّدا مع تعويض الإدانة النقدية بالعقوبة السالبة للحرية.

هذا هو جوهر فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر فيه مراهقة أمريكية متابعة في قضية جنحية، وهي تفرط في الضحك أمام قاضي الولاية، قبل أن تنصرف من ردهة الجلسة قبل أن يأذن لها القاضي، وهو ما جعل هذا الأخير يلغي حكمه الابتدائي ويضاعفه فورا “على المقعد”، بعدما اعتبر أن تصرفها هذا يشكل “إهانة لهيئة الحكم”.

يحدث هذا في الولايات المتحدة الأمريكية، مهد منظمة هيومان رايتس ووتش، دون أن نرى صديق أو خليل أو عشيق هذه المتهمة، أو ربما حبها من طرف ثالث، يخرج إلى العلن في شريط فيديو ليهاجم القاضي أو العدالة ويتهمهما بالإسراف في الانتقام من المعنية بالأمر، ويتهم أيضا الدولة الأمريكية بالتربص زمنيا إلى حين حلول جلسة الحكم لمضاعفة الحكم في حق المتهمة.

لم يحدث شيء من هذا القبيل، رغم أن الحكم تناقلته فيديوهات على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت فيها الفتاة تضحك فقط وتنصرف من وجه القاضي مستعملة عبارة الوداع اللاتينية المعروفة. لكن القاضي أصر على حماية حرمة وسلطة القضاء، واعتبر أن الضحك الزائد جريمة إهانة، ورتب على ضوء ذلك عقوبات مشدّدة.

ومن باب الصدف، أن المغرب سجل قضية مماثلة من حيث النوع الاجتماعي للمتهمة، كانت بطلتها سيدة تدعى سعيدة العلمي، والتي لم تضحك فقط في وجه القاضي ولا انصرفت من أمامه فحسب، بل شرعت في سبه وقذفه والتطاول على المؤسسات الدستورية للبلاد، بعدما كانت قد سبت وأهانت جميع رجال الأمن ووصفتهم بأبناء العاهرات!

فماذا حدث للمتهمة سعيد العلمي، فقط قرّر القاضي إحالتها على النيابة العامة عملا بأحكام القانون في جرائم الجلسات، للنظر في أفعالها الجنائية الجديدة، ولم يقم نهائيا بمضاعفة الحكم الصادر في حقها على المقعد، مثلما قام بذلك القاضي الأمريكي، الذي كان أكثر تشدُّدا وصرامة.

لكن في مقابل هذا التصرف المخفف من جانب القاضي المغربي، خرج شخص يدعى خالد البكاري، لا نعرف سبب نرفزته الكبيرة ولا لهفته الشديدة على المتهمة سعيدة العلمي، ليقوم بمهاجمة الدولة والقضاء واتهامهما بالانتقام من سعيدة العلمي، رغم أن صفته ومصلحته في هذه الدعوى تبقى محط أكثر من علامة استفهام!!!

فخالد البكاري هذا انتفض ضد الجميع، رغم أن متهمته (بفتح الهاء) هاجمت القضاء والقاضي بأقبح العبارات، ولم تقتصر فقط على الضحك أمام القاضي مثلما قامت بذلك المتهمة الأمريكية. وهنا يبرز التساؤل المشروع عن خلفيات هذه الاندفاع غير المبرر، حد البكاء والعويل، من طرف المعني بالأمر، فهل هو مُجرّد تضامن غير مشروط أم هي لهفة حقوقية تحتاج لكثير من التبديد والتوضيح؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى