
تطورات كبيرة تلك التي يعرفها مشروع الربط بين المغرب وإسبانيا عبر نفق تحت مضيق جبل طارق، بالإضافة إلى استثمارات جديدة لتقييم المخاطر الجيولوجية، حيث قررت الحكومة الإسبانية الاستثمار في دراسات متقدمة حول الزلازل بالمنطقة.
وتهدف هذه الخطوة إلى دعم المشروع الطموح الذي سيربط قارتَي إفريقيا وأوروبا ويفتح فرصا جديدة للتعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي.
وأعلنت شركة “سيكغسا” (Secegsa)، المسؤولة عن دراسات المشروع، عن توقيع عقد بقيمة نصف مليون يورو لشراء أجهزة متطورة لقياس الزلازل في قاع البحر، حيث ستسهم هذه الأجهزة في توفير بيانات دقيقة عن النشاط الزلزالي، مما سيمكن الخبراء من تقييم المخاطر وتصميم نفق آمن ومستدام.
وتعد الدراسات الجيولوجية جزءا أساسيا في تطوير مشاريع البنية التحتية الكبرى، خاصة في المناطق ذات النشاط الزلزالي، فمن خلال هذه الدراسات، يمكن للخبراء تصميم منشآت قادرة على تحمل الزلازل والتقلبات الطبيعية الأخرى.
ولا تقتصر جهود المشروع على الجانب الإسباني فقط، بل تشمل أيضا تعاونا مع الولايات المتحدة، حيث قد أبرمت شركة “سيكغسا” مذكرة تفاهم مع هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية لتعزيز تبادل الخبرات والمعرفة.
ويأتي هذا التعاون في ظل تقارب متزايد بين الولايات المتحدة والمغرب، ويتوقع أن تعزز العلاقات أكثر مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
يشير التقدم المحرز في الدراسات الجيولوجية وتطوير التصاميم الأولية للنفق إلى جدية الأطراف المعنية في تحويل هذا الحلم إلى واقع، كما يجري العمل على تقدير التكاليف ومواجهة التحديات التقنية.
رغم التقدم الذي تحقق، لا تزال هناك تحديات كبيرة، مثل تكاليف المشروع الضخمة والتحديات الهندسية والجيولوجية. لكن الفوائد الاقتصادية والاجتماعية المحتملة تجعل من المشروع استثمارا استراتيجيا يستحق المتابعة.



