ربورطاجات

برلمان.كوم؛ يكشف اسرار وخبايا أخطر وصفات “العشابة” للراغبات في الاجهاض

الخط :
إستمع للمقال

للوقوف على أسرار هذه الوصفات القاتلة، وكشف خباياها، تقمصت موفدة موقع “برلمان.كوم” دور شابة حامل في شهرها الاول، لتلجأ الى أحد العشابة المشهورين بالمدينة القديمة بالرباط، لجلب خلطة تخلصها من جنينها، فماهي هذه الزوايا الخفية؟ وما طبيعة هذه الوصفات، وكم عدد ضحايا “العشابة”؟ وماهي تحذيرات الاطباء المتخصصين؟

برلمان.كوم-سكينة ب-

سوق “العشابة” والدعاية الاعلامية

ان ظاهرة التوجه نحو المواد الطبيعية بشكل مكثف جعلت من محلات العطارين وبائعي الأعشاب صيدليات موازية او ربما بديلة عن عيادات الأطباء والأدوية العلاجية، وجعل هذا الاهتمام بكل ما هو نباتي في الآونة الأخيرة الباب مفتوحا على مصراعيه للوصفات البدائية والاستشارات الهاوية والغير الجدية في أوساط العائلات وفي الأسواق وحتى على أمواج الراديو والتلفزة.
ولأن هذا السوق اتسع بشكل مهول في السنوات الأخيرة، فان المجال بات متاحا للجميع كي يصدر فتاواه المتعلقة بأفضل طرق محاربة السكري والتخلص من السمنة والام الظهر ونضارة البشرة ولم لا الإجهاض كذلك.
على خطى اليائسات
ان توغل موقع “برلمان.كوم” في موضوع الاجهاض عن طريق اتباع وصفات “العشابة”، راجع لخطورة الظاهرة التي تتسع في وسط الفتيات الحاملات خارج مؤسسة الزواج، وللأرقام المهولة التي توقع صدورها من طرف الجمعية المغربية لتنظيم الاسرة المتراوحة بين 1000 و 1400 حالة اجهاض يوميا، بعد ان أصدرت رسميا هذه الجمعية سنة 2008 أرقاما تصل الى 800 حالة في اليوم، مائتان منها تجري بعيدا عن المساعدة الطبية باستخدام الأعشاب والخلطات النباتية.
تتردد داخل الجلسات النسائية اساطير واخبار تتعلق بما يتم استخدامه منزليا، لنجد ان ارخص المواد واقربها للمائدة قد تستخدم للتخلص من حياة جنين، وهنا يكثر الحديث عن كميات معينة من “الحرمل”، وكذا “القرفة والكزبر” حتى، لإنهاء مأساة حامل غير متزوجة أو سيدة ليست مستعدة لمزيد من الأبناء أو زوجين شابين لا يرغبان في الابوة او حتى فتاة تحمل جنينا من احد اخوانها او اعمامها او محارمها، وبما انها عادات قديمة جدا وبعضها بدائي الخلط والتحضير، فإنها كثيرا ما تعرض مستعمليها الجاهلين لعواقب وخيمة.
للاقتراب من أكثر من متعهدي العادات التقليدية، توجهت موفدة “برلمان.كوم” الى “السويقة” بالمدينة العتيقة بالرباط، أكبر تجمع لمحلات الأعشاب والعطارين، حيث ستفاجأ بسهولة الولوج الى الاعشاب والمواد التي تيسر عملية الإجهاض، فما عليك الا ان تدخل محلا للأعشاب وتسأل عن مادة تسقط الاجنة، ليقترح عليك “العطار” خلطة مكونة من 15 عشبة ذات نتيجة مضمونة “دقة ببطلة” في وقت قصير ودون أي اضرار جانبية، بل ويزعم ان هذه الخلطة منظفة للرحم ومقوية للجسم كذلك.
العطار…. الخبير في طب النساء والمنقذ في حالات اليأس

10287266_696382087090420_1790847105_n
“عفاك بغيت خلطة نطيح بها هذ شي” يجيب العشاب: مرحبا “كلشي كاين”. سأحضر لك “الحنتيتة الحرة” و “زيت ازير” و”الحرمل”(…) واعشاب أخرى نمتنع عن ذكرها لعدم الاسهام في تيسير الولوج لهذه الممارسات. يطلب “العطار” ما يقارب 500 درهم مقابل اعشاب متداولة. توقف برهة وبدأ يسأل عن عمر الجنين وسن والدته وموعد تسلم الخلطة التي يجب تحضيرها، وهنا يقيس حسب الحاح الزبون مدى حاجته الماسة ، فيطلب اثمنة تتراوح بين 400 و 500 درهم متحججا بندرة بعض هذه الأعشاب وجلبها من الجنوب ومناطق أخرى بعيدة.
يتم تسليم “الخلطة” في الغالب على شكل اوراق عشبية داكنة اللون تغلى بالماء ويشرب بعدها أحد العقاقير التي تباع بالصيدليات، مما يدل على الخلط المخيف والخطير لعناصر متباعدة يصر بائعها على انها تسبب نزيفا بسيطا يخلص الحامل من جنينها ولا يترك أي تلف او ضرر بالرحم.
تهافت أعمى يحصد الأرواح
يعرض هذا التهور في الخلط والتحضير لمخاطر متفاوتة، ومع ذلك فان لهذا الخيار زبائن كثيرين يتهافتون بكثرة على اعشاب قد تحمل سموما ناتجة عن عناصر خاصة بالمادة او عن قدمها او سوء تحضيرها او دمجها العشوائي، غير مكترثين بما قد تسببه من اضرار قد تبلغ خطر الوفاة بسبب التسمم او النزيف الحاد. حسب المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية الذي سجل سنة 2013 سبع وفيات وحوالي 30 حالة تسمم نتيجة الاستهلاك العشوائي لمستحضرات الأعشاب 38 بالمائة من ضحاياها اناث.
ومما يثير الانتباه ان الاقبال على هذا الخيار لا ينحصر في بلادنا فقط، بل في مختلف الدول العربية، بل انه وفي دول كالولايات المتحدة وفرنسا يتم البحث عن طرق للتخلص من الاجنة عن طريق المواد الطبيعية عجزا في إيجاد أطباء يقومون بعمليات الإجهاض في بلدان يتم التضييق فيها على ممارسي هذا الفعل، لتجد مواقع التواصل تضج بالاستفسارات والردود حول اعشاب وعقاقير تيسر عملية الاجهاض.
التضييق القانوني والديني وراء ارتفاع الظاهرة
ويرجع هذا الاستقطاب لمحلات الأعشاب لأسباب تتمثل في تجنب الأسعار المكلفة لبعض المصحات التي تقبل اجراء عملية الإجهاض بمبالغ تترواح بين 2000درهم حتى 10000 درهم حسب عمر الجنين ووضع الحامل، شريطة توقيع الزبون على وثيقة تقر بدخوله المصح جراء نزيف حاد دفع بالطبيب الى التخلص من الجنين، ولذلك فان الأعشاب تظل اكثر سهولة في الايجاد، كما تضمن سرية اكبر من حيث استعمالها، ومتابعتها داخل البيت بعيدا عن اعين الناس والقانون، الذي يجرم في مادته 453 من القانون الجنائي عملية الإجهاض دون داع متعلق بالخوف على صحة الام، الى جانب موقف الإسلام الصريح من قتل النفس.
تحذيرات الاطباء
وعن خطورة مزج الأعشاب واستعمالها في التخلص من الجنين تتحدث الدكتورة؛ فاطمة الزهراء ملاح عن خطر التهاون في استعمال الأعشاب دون استشارة المختصين، لتقول “ان استعمالها العشوائي قد يسبب الوقوع في ما لا يحمد عقباه، فهناك بعض الأعشاب التي لها تأثير قوي على الرحم؛ وقد تتسبب في نزيف رحمي حاد، كما أن تراكم بعض المواد الكيمياوية التي تحويها بعض الأعشاب قد تسبب العقم وتخرب الخلايا على المدى البعيد”.
كما لم تنكر طبيبة امراض النساء والتوليد؛ “فعالية بعض الأعشاب الطبيعية المعروفة منذ زمن بعيد والتي اثبتت فعالية نتائجها علميا، لكنها أكدت على ضرورة استشارة المختصين عندما يتعلق الامر بأوضاع جدية مماثلة”.
ويظل التوجه نحو الأعشاب او غيرها من الأساليب غير الامنة التي تساعد على التخلص من الاجنة، امرا يهدد حياة الام ويخلف اضرارا دائمة على رحمها، مما يجعل التأكيد على ضرورة استخدام وسائل الوقاية خيرا من سلب حق الحياة من كائن حي او تعريض اخر لخطر الإصابة الدائمة مدى الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى