الأخبارثقافة

بعد خريطة “اسرائيل” غضب جديد في الجزائر على كتب دراسية لتلاميذ الابتدائي بها كلمات غزل وعشق وأوصاف جنسية

الخط :
إستمع للمقال

لم تنته بعد مفاجآت وزارة التربية الجزائرية، فالحرب على كتب تربية وتعليم الأطفال مستمرة، بسبب احتوائها على دروس في كلام الحب والعشق، بالإضافة إلى الاستشهاد بأقوال تحرض التلاميذ على الدخول في علاقات أكبر من سنهم، ولا تتوافق مع قدرتهم الاستيعابية، الشيء الذي جعل أولياء الأمور يدقون ناقوس الخطر تخوفا على مصير فلذات أكبادهم.

ولم يهضم أولياء التلاميذ في الجزائر النص الدراسي الوارد في كتاب اللغة العربية بعنوان “إلى ابنتي” لإبراهيم عبد القادر المازني، وفيه يصور الكاتب ابنته التي تستيقظ معه أثناء عمله ويصفها وصفا دقيقا ويتغزل بعينيها ويديها وكأنها خليلته، خصوصا أن النص بعد أخذ مقاطعه من الأصل لم يبق ما يدل على أنه موجه إلى ابنته ولم يراع سن التلاميذ الموجه إليهم، ولم تتوقف سلسلة دروس العشق الممنوع في مناهج الجيل الثالث بل شملت هذه المرة مقولة موجودة في كتاب التربية المدنية لكاتبة جزائرية تقول: “إن لحظة حب تبرر عمرا كاملا من الانتظار”.

ولعل وزارة التربية سعت لترسيخ الحب الممنوع بشتى الطرق لتعمدها تخصيص نص لتلاميذ الابتدائي يروي إعجاب تلميذ بزميلة له في القسم وحزنه الشديد بعد تغييرها المدرسة لتعود الفرحة إلى قلبه برجوعها، ويطلب من والده مصروفا إضافيا.

ويرى مختصون أنه بالإضافة إلى هذه الأخطاء، فإن كتب العلوم التكنولوجية والفيزياء لم تخل من أخطاء مماثلة، ففي تمرين العلوم الفيزيائية والتكنولوجية للأولى متوسط بالصفحة 21 طلب من التلاميذ حساب حجم أسطوانة قاعدتها 10 سم، ولكن في الرسم التوضيحي تظهر قاعدة الأسطوانة 20 سم مما يربك التلاميذ ويخلط الأمور عليهم.

وفي هذا الإطار، عبر سمير لقصوري عضو المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، لجريدة “الشروق” الجزائرية عن غضبه الشديد من بعض المواضيع التي تدعو إلى فساد أخلاق التلاميذ ويتجلى ذلك بوضوح في نص “إلى ابنتي”، ويرى المتحدث أن المنظمة قد أحصت في كتب الجيل الثاني الموجودة بين أيدي التلاميذ أزيد من 57 مغالطة وتأويلات وأخطاء نحوية وإملائية وحتى نصوص لا تتلاءم مع سن أبنائهم ومستواهم الدراسي.

ودعا لقصوري المحامين إلى الالتحاق بالمنظمة لرفع دعوى قضائية لتجميد التعليم بهذه الكتب إلى حين مراجعتها والتأكد من خلوها من كل ما سبق ذكره، خاصة أن الكتب الجديدة لا تحتوي على تأشيرة لجنة المصادقة التي هي بالنسبة إليهم الضمان على أن الكتب تمت مراجعتها قبل وبعد الطبع.

واعتبر المتحدث تقطيع الصفحة 65 من كتاب الجغرافيا للأولى متوسط التي تم فيها استبدال فلسطين بإسرائيل غير كاف، فسياسة “البريكولاج” التي تعتمدها الوزارة برأيه ستكشف العديد من المغالطات وبهذا سيكون الكتاب فاقدا للمصداقية بالنسبة إلى الولي والتلميذ، ومحرضا على التفرقة والتمييز خاصة بعد تصنيف كتاب آخر في درس الكثافة السكانية بالجزائر لـ 80 بالمائة عربا والباقي خليط بين الشاوية والقبائل وميزاب وهو ما سيولد تصنيفات عرقية لدى الجيل الجديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى