الأخبارسياسةمستجدات

بلاغ “البيجيدي” وشعار “لي عندو مُّو فدار العرس ميخافش”

الخط :
إستمع للمقال

“لي عندو مُّو فدار العرس ميخافش” هكذا تعامل بلاغ العدالة والتنمية مع قرار قاضي جنايات فاس، الذي قضى بمتابعة حامي الدين بتهمة المساهمة في جريمة قتل الطالب اليساري بنعيسى آيت الجيد.

فالبلاغ شكل سابقة سياسية خطيرة تنم عن العمى والغبش الذي يعلو عيون “البيجيديين” ويجعلهم يرون الواقع من زاويتهم فقط، ووفق أهوائهم ونزعاتهم غير آبهين بما يقتضيه المنطق الذي يفرض التأني في اتخاذ المواقف والابتعاد عن الذاتية قدر المستطاع.

سعد الدين العثماني، وكذا وزير الدولة المصطفى الرميد وباقي وزراء “البيجيدي”، سقطوا في المحضور حين شاركوا في تدبيج بلاغ الأمانة العامة لحزبهم والمصادقة على مضمونه، الذي خرج عن المألوف وعن التقدير الواجب لمؤسسة القضاء التي ينبغي أن يكونوا هم أحرص على تقديرها واحترام مبدإ استقلاليتها عن باقي المؤسسات.

فهل نسي هؤلاء أنهم أعضاء في حكومة المغرب؟ كي لا يختلط عليهم منطق السياسة الحزبية وما تقتضيه من التدافع مع الخصوم السياسيين، وإن كان هذا التدافع لا ينبغي أن يخرج عن إطار القانون، وبين منطق تدبير شؤون المغاربة برمتهم بحس وطني ينتصر للوطن وليس بدافع الانتماء الحزبي.

بلاغ البيجيدي الذي انتصر لأحد قيادييه المتهم في جريمة قتل عملا بشعار “انصر أخاك ظالما أو مظلوما” حاول للأسف تقديم صورة سلبية عن القضاء المغربي، بعد أن انتصب “البيجيديون” لتسفيه قرار القاضي، وتوهيم الرأي العام بوجود أيادي خفية تتحكم في السلطة القضائية، هذا في الوقت الذي سمعنا ورأينا هؤلاء يمجدون أحكام القضاء في نوازل أخرى تتعلق بمحاكمات أشخاص آخرين، حيث لم يعترضوا على الأحكام التي صدرت في حقهم بالسجن لمدد طويلة.

ويبقى السؤال الذي على أهل الجماعة والحزب المعلوم الإجابة عنه هو، لماذا تنتصرون لبعضكم البعض ولو على حساب الوطن؟ وهل ببلاغ التشهير بالقضاء والمس باستقلاليته تريدون أن تمرروا من خلاله رسالة لأبناء جلدتكم مفادها، “لي مو فدار العرس ميخافش”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى