الأخبارسياسةمستجدات

بنشماش يرفع الراية البيضاء ويدعو معارضيه إلى مائدة مستديرة لرأب الصدع وتضميد الجروح

الخط :
إستمع للمقال

رفع حكيم بنشماش الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الراية البيضاء في الصراع الداخلي الذي يتخبط فيه التنظيم الحزبي، معلنا عن مبادرة تنظيم مائدة مستديرة ستشكل وفق إعلان يحمل يحمل توقيعه، “بداية مسار للحوار الداخلي مضبوط من حيث منهجيته ومواضيعه وجدولته الزمنية، حوار نتمناه مثمرا وبناء، ومحققا لغاية المصالحة ورأب الصدع، وتضميد الجروح التي أصابت حزبنا، والبحث في سبل تقوية مناعة المؤسسة الحزبية وضمان عدم تكرار ما لحق بها وبقوانينها وقيمها من أضرار وما عشناه، طيلة شهور، من تشتيت للجهود وهدر للطاقات”.

وأفاد حكيم بنشماش أنه “ضمانا لشروط نجاح ونجاعة هذه المبادرة، التي نريدها دامجة لمختلف مناضلات ومناضلي الحزب، أينما كانوا، وكيفما كانت اختياراتهم أو مواقفهم التنظيمية، فإني أتشرف بأن أدعو لالتئام هذه المائدة المستديرة بمشاركة أعضاء المكتب السياسي ورئاسة وسكرتارية المجلس الوطني ورئاسة الهيئة الوطنية لمنتخبات ومنتخبي الحزب، والنواب والمستشارين المنتخبين باسم الحزب، المتحملين لمسؤوليات في مختلف أجهزة مجلسي البرلمان( رئيسا الفريقين ورؤساء اللجان الدائمة وممثلي الحزب في مكتبي مجلسي البرلمان)، وإني أعول أيضا، على المشاركة الوازنة والمسؤولة للأمناء العامين السابقين للحزب الأوفياء لمنطلقات وقيم التأسيس، من أجل تيسير أشغال هذه المائدة المستديرة، ضمانا لنجاح اشغالها”.

وأكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن “المائدة المستديرة موضوع هذه المبادرة، التي اخالها مبادرة الفرصة الأخيرة، تشكل نقطة بدء مسار لحوار داخلي، تحدد المائدة المذكورة منهجيته، ونطاقه، ومساره، وبرمجته الزمنية. وأملي أن يفضي هذا الحوار الداخلي إلى بلورة مشروع مبادرة هي بمثابة ميثاق نتوجه على أرضيته، بنفس وحدوي، نحو مؤتمرنا الوطني الرابع، ميثاق يتوجب، لكي نبتعد به عن منطق التسويات المرفوض الذي أوصلنا الى ما نحن فيه، أن نعرضه على جميع المناضلات والمناضلين من خلال مؤسساتهم وعلى رأسها برلمان الحزب في دورته المقبلة”.

وقال في معرض نص “إعلان المبادرة” التي توصل موقع “برلمان.كوم” بنسخة منها، “لعلى يقين، من أن ما حذا بنا، ذات لحظة تاريخية، إلى تأسيس هذا الحزب، واختيار الانتماء إليه، من قيم مشتركة، ومبادئ متقاسمة، لقادر، متى وفرنا جميعا شروط نجاح الحوار الداخلي، وشاركنا فيه بحسن نية، أن يقودنا إلى تجاوز الظرفية العصيبة التي يجتازها حزبنا، والانطلاق من جديد، للعمل على ما تأسس حزبنا من أجله، في سياق وطني واقليمي وجهوي لا يسمح لنا، بالنظر لما ينطوي عليه من مخاطر وتحديات، بإهدار المزيد من الوقت والطاقات، ويتطلب منا، أكثر من أي وقت مضى، تغليب صوت الحكمة واليقظة والعقل”.

وذكر حكيم بنشماش، أن حزب الأصالة والمعاصرة يمر اليوم “بمرحلة دقيقة يوجد فيها على مفترق طريقين لا ثالث لهما، إذ تحدق به مخاطر الانهيار وما يترتب عن ذلك من تقويض وتفكيك المشروع السياسي لحزبنا، كما تتراءى له في الأفق بشائر انبعاث جديد وما يفتحه من إمكانات محتملة ومطلوبة لإعادة تأهيل مشروعنا السياسي، ووحده قرار مناضلات ومناضلي حزبنا سيحدد أي الطريقين نسلك، طريق الانهيار أو طريق الانبعاث”.

وأورد قائلا: إن “طريق الانهيار سهل، إذ يكفي إبقاء حال التنازع على ما هو عليه، وأن نستمر في تشتيت جهودنا، وأن نمنح، قصدا أوعن غير قصد، لكل من يريد من القوى المعادية لمشروعنا المجتمعي ولقيمنا المؤسسة، فرصة التأثير السلبي على الحياة الداخلية لحزبنا، ودفعنا، سرا وعلانية، بالفعل أو برد الفعل، إلى مزيد من التنازع والانقسام، لنصل في النهاية جميعا، إلى بوابة الانهيار، حيث يكون حزبنا آنذاك قد فقد داعي وجوده وهويته، وأخل بما ينتظره المجتمع منه من أدوار، وعجز عن أداء وظائفه الدستورية والسياسية، وتحول إلى رقم عقيم وعلة زائدة، ومكمل لا لون له، في مشهد سياسي لا تتمايز فيه المشاريع المجتمعية والاختيارات السياسية الأساسية، ويغدو، آنذاك، أي موقع تنظيمي في الحزب مهما علا شأنه، وأي انتداب انتخابي أو تنفيذي مهما بدا الآن جذابا ومغريا لطالبه، ومجزيا للحائز عليه غدا، مجردا من أي معنى، وفاقدا لأي قيمة نوعية، وهي قيمة لا يجب النظر إليها ب”منطق الغنيمة” الغريب عن مجتمعنا وعن ثقافتنا وعن تنشئتنا السياسية، وإنما تقاس تلك القيمة، حقيقة، بما تأسس حزبنا من أجله، وبما تستطيع هذه الانتدابات والمهام من تحقيقه من انجازات وتراكمات في مسارات بلادنا من أجل ترسيخ مسارات الديمقراطية، والتحديث، والتنمية”.

واعتبر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن “أفق الانبعاث، وإمكانية استعادة حزبنا لكامل وزنه وأدواره، ليس، لحسن حظنا جميعا، بعيد المنال، وإن كان السبيل إليه، في الأمد المنظور، يتطلب منا جميعا، بذل مجهود مضاعف وشاق لعلاج ما لحق حزبنا من أعطاب وانحرافات، ولا وسيلة لسلك هذا السبيل، غير الحوار الداخلي، والإنصات المتبادل، ونبذ الأحكام المسبقة، والحلول الجاهزة، والانطلاق من المشترك الذي نتقاسمه جميعا، مناضلات ومناضلي حزب الأصالة والمعاصرة، بعيدا عن لغة الغالب والمغلوب، وحسابات المنتصر والمنهزم، من أجل المصلحة العليا لحزبنا ووطنا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى