بوريطة يكشف كواليس التصويت الأممي حول الصحراء: تدخل شخصي من الملك محمد السادس حسم الموقف لصالح المغرب

كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في لقاء خاص بثته القناة الثانية، مساء اليوم السبت 1 نونبر 2025، تفاصيل دقيقة وغير معروفة عن الكواليس الدبلوماسية التي سبقت التصويت التاريخي الأخير بمجلس الأمن بشأن قضية الصحراء المغربية.
وأوضح بوريطة أن الأصوات التي دعمت الموقف المغربي “لم تأت بسهولة”، مشيرا إلى أنه قبل خمسة أيام فقط من موعد التصويت، لم يكن المغرب يضمن سوى ستة أصوات، في حين أن اعتماد القرار كان يتطلب على الأقل تسعة أصوات لتفادي أي فيتو محتمل من أحد الأعضاء الدائمين.
وأضاف الوزير أن هذا الوضع استدعى تدخلاً مباشراً وشخصياً من الملك محمد السادس، الذي قاد اتصالات مكثفة مع عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة، وتابع بشكل يومي تطورات المشاورات داخل أروقة الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هذا التحرك الملكي، أسفر عن انتقال الدعم للموقف المغربي من ستة أصوات إلى تسعة تم بعد ذلك إلى أحد عشر صوتاً في النهاية، وهو ما حسم النتيجة لصالح القرار الأممي الذي رسّخ مغربية الصحراء وأكد جدية وواقعية مقترح الحكم الذاتي.
وتابع بوريطة أن تكوين مجلس الأمن الحالي أصعب بكثير من سابقه، وليس فيه دول قريبة جدا من المغرب، لكن مواقف الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا، كان داعمة بوضوح للقرار منذ البداية.
أما في ما يتعلق بنقطة امتناع الصين وروسيا عن التصويت على القرار الأممي، أوضح بوريطة أن الأمر متعلق بمشاكلهما مع أمريكا باعتبارها حاملة القلم وهي من صاغت مسودة مشروع القرار، مبرزا أن تفادي الفيتو الروسي كان بفضل العاهل المغربي.
أما بالنسبة لباكستان، فربط بوريطة امتناعها بقضية كاشمير، حيث ترى أي قرار من نظارة مصالحها ورؤيتها لهذه القضية التي تتصادم فيها مع الهند.
وختم وزير الخارجية تصريحه بالتأكيد على أن هذا النجاح يعكس قوة الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس، ويؤكد مرة أخرى الالتفاف الدولي المتزايد حول مبادرة الحكم الذاتي كخيار وحيد لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.





