بوعلام صنصال يوجه رسالة قوية من داخل السجن ويؤكد استمراره في رفض استبداد نظام العسكر الجزائري

وجّه الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، اليوم الثلاثاء، رسالة قوية من سجنه في بالجزائر، حملت عنوان “لا تحولوا أنظاركم”، كشف فيها عن معاناته داخل الزنزانة وظروف اعتقاله التي وصفها بالقاسية، معتبرا أن السجن في الجزائر “لم يعد مكانا استثنائيا للمجرمين، بل أداة عادية من أدوات الحكم”.
وصنصال، الذي لطالما عُرف بمواقفه النقدية تجاه النظام الجزائري، أكد أن “ذنبه” هو إيمانه بقوة الكلمة وقدرتها على إنقاذ الوطن من “شياطينه”، ورفضه الفساد والعنف واستمرار إعادة إنتاج الماضي.
وانتقد استبداد النظام العسكري بالقول “لستُ الأول ولا الأخير الذي يتعرض لاستبداد النظام الجزائري. هنا، السجن ليس مكانا استثنائيا مخصصا للمجرمين، بل أداة عادية من أدوات الحكم. الدكتاتورية تسجن كما يتنفس المرء: بلا جهد، وبلا خجل. يسجنون الصحفيين، والنشطاء، والكتاب… وأحيانا حتى من لم يقل شيئا، فقط ليكون عبرة للآخرين”.
وقال: ”أنا أعاني، نعم. جسدي يخونني، والمرض ينهش قواي، والنظام يأمل أن أرحل في صمت. لكنهم واهمون! فصوتي، حتى وهو مقيد، لا يخصهم. وإذا كان ما زال قادرا على الوصول إلى الخارج، فليقول هذا: لا تصدقوا واجهتهم المزيفة من الاحترام. هذه السلطة ليست دولة، بل آلة لسحق البشر”.
وفي رسالته، خاطب صنصال فرنسا، التي وصفها بـ”وطنه الثاني”، داعيا إياها إلى التمسك بمبادئ حقوق الإنسان وعدم التضحية بها مقابل المصالح الاقتصادية أو التحالفات الظرفية.
كما دعا الجزائريين إلى الصمود وكسر “الخوف”، الذي اعتبره سجنا أكبر من سجنه المادي، مؤكدا أن “الدكتاتوريين يسقطون دائما في النهاية”.
وختم الكاتب رسالته بالتأكيد على أنه سيواصل الكتابة حتى من داخل السجن، معتبرا إياها “الحرية الوحيدة التي لا يمكن مصادرتها”، وبها سيبقى على قيد الحياة.





