تارودانت.. تعاونيتا الوحدة والمسيرة في قلب أزمة عطش خانقة.. معاناة يومية ونداء استغاثة عاجل للجهات المختصة

تعيش ساكنة تعاونيتي الإصلاح الزراعي الوحدة والمسيرة بجماعة سيدي دحمان إقليم تارودانت وضعاً لا يُطاق بسبب أزمة خانقة في الماء الصالح للشرب، بعدما جفت الآبار المحلية ولم تعد الجمعية التي كانت تتكلف بتدبير هذه المادة الحيوية قادرة على تلبية حاجيات السكان.
وحسب المعطيات التي توصل بها موقع “برلمان.كوم” بخصوص الموضوع، فقد أضحى المواطنون اليوم مضطرين إلى البحث عن مصادر أخرى لسد حاجياتهم من الماء ولو مؤقتا إلى حين حل المشكل من طرف الجمعية المكلفة في علاقتها بباقي الشركاء.
المشهد أكثر مأساوية حين يضطر الفلاحون إلى السهر حتى منتصف الليل أو الثانية صباحاً لسقي مواشيهم، بعدما نضبت الأراضي الزراعية وتعرضت مصادر عيشهم للجفاف. ووفق المعطيات المتوفرة، فقد برمج المجلس الجماعي في ميزانية دورة أكتوبر القادمة اعتمادات مالية تبلغ 30 مليون سنتيم لمعالجة المشكل وحفر بئر جديد.
وما زاد من تفاقم هذا المشكل، وجعل الأزمة تبلغ هذه الدرجة الحرجة، هو تخلّف عدد من الساكنة عن أداء واجبات الاستهلاك الشهري، ما تسبب في تراكم ديون على الجمعية المكلفة بتدبير الماء بتعاونيتي الوحدة والمسيرة، بلغت حوالي 10 ملايين سنتيم. وهو سلوك غير مسؤول زاد في إنهاك الجمعية، وحال دون قدرتها على الاستمرار في القيام بمهامها وضمان استمرارية خدمة حيوية ترتبط بحق أساسي في الحياة.

أمام هذه الكارثة الإنسانية، وجّه رئيس المجلس الجماعي لسيدي دحمان مراسلة عاجلة إلى وكالة الحوض المائي لأكادير، يطالب فيها بإنجاز أثقاب استكشافية لتوفير الماء الصالح للشرب لفائدة ساكنة الدوارين، مؤكداً أن الوضع له طابع استعجالي ويمس الحق الدستوري للمواطنين في الحصول على الماء باعتباره عنصراً أساسياً للحياة.
ورغم أن المراسلة حُررت بصبغة الاستعجال، إلا أن الساكنة مازالت تنتظر أي تجاوب من الجهات المختصة، ما يعلنا أمام وضع ينذر بأزمة اجتماعية خطيرة، خصوصاً إذا تم قطع مياه “لوفيس” عنهم، حيث سيتعرض السكان لخطر العطش وفقدان ماشيتهم التي تمثل مصدر رزقهم الوحيد.
إنها صرخة استغاثة من ساكنة الوحدة والمسيرة بجماعة سيدي دحمان بإقليم تارودانت، صرخة موجَّهة إلى وكالة الحوض المائي والسلطات الإقليمية والجهوية، علّها تتحرك بشكل عاجل قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة إنسانية تهدد حياة البشر والماشية معاً، وتدفع سكان الدوار للخروج للشارع والاحتجاج لتحقيق مطلبهم.