تزايد محاولات الهجرة السرية نحو سبتة المحتلة.. والرباط ومدريد تشددان المراقبة لوقف تدفق القاصرين

تشهد مدينة سبتة المحتلة في الآونة الأخيرة تصاعدا لافتا في محاولات الهجرة غير النظامية، يقودها في الغالب شباب مغاربة من فئة القاصرين الذين يخاطرون بحياتهم في عرض البحر أملا في بلوغ الضفة الأوروبية.
وفي مواجهة هذه الموجة، شددت السلطات المغربية والإسبانية إجراءات المراقبة على جانبي الحدود، فقد كثفت الأجهزة الأمنية المغربية حضورها الميداني بمدينة الفنيدق وعدد من مدن الشمال، من خلال الدوريات والحواجز الطرقية وعمليات التفتيش، ما أسفر عن اعتراض حافلات تقل مهاجرين في طريقهم إلى المناطق الحدودية، إلى جانب ترحيل آخرين نحو مدن داخلية لتفادي تجمعات كبيرة.
وفي الضفة الأخرى، عزز الحرس المدني الإسباني وجوده على طول سواحل سبتة المحتلة، بدعم من فرق الصليب الأحمر، بهدف إنقاذ واعتراض المهاجرين الذين يصلون سباحة أو باستعمال وسائل بدائية.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 300 مهاجر حاولوا اجتياز البحر في غضون أسبوعين فقط خلال شهر غشت الماضي، بعضهم بملابس سباحة بسيطة وآخرون باستعمال عوامات أو بذلات غوص.
وتلفت السلطات الانتباه أيضا إلى بروز دور شبكات التواصل الاجتماعي في تنسيق هذه التحركات، إذ يتم تداول دعوات عبر مجموعات “واتساب” و”تيك توك” لتنظيم محاولات جماعية للهجرة السرية، مع تحديد المواعيد ونقاط الانطلاق والظروف الجوية المواتية، ما يشجع القاصرين على خوض المغامرة.
ومن جهة أخرى، فقد سُجل في نهاية يوليوز الماضي عبور أكثر من 50 طفلا في ليلة واحدة، فيما تجاوز عدد المقيمين بمركز الاستقبال في سبتة 600 شخص، معظمهم قاصرون، غير أن بعض هؤلاء يفضلون التواري عن الأنظار واللجوء إلى بيوت أو عائلات محلية بدل الالتحاق بالمراكز الرسمية، أملاً في متابعة رحلتهم نحو إسبانيا الداخلية.
وتؤكد كل من الرباط ومدريد أنهما ماضيتان في تكثيف الإجراءات الوقائية والاستباقية، عبر منع التحركات نحو المناطق الحدودية وتفريق التجمعات قبل تحولها إلى محاولات منسقة لعبور البحر.