الأخبارخارج الحدودمستجدات

تصاعد حدة الحرب الكلامية بين أمريكا وإيران يشد أنفاس العالم

الخط :
إستمع للمقال

تأججت نيران الحرب الكلامية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية، مما يؤشر على احتدام الخلافات بيم الطرفين إزاء العديد من الملفات والقضايا بمنطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها البرنامج النووي الإيراني والتدخل السافر لإيران في الشؤون الداخلية للعراق وسوريا ولبنان واليمن، وتهديدها لجيرانها بدول الخليج العربي من خلال تسليحها ودعمها للميليشيات الشيعية.

وشهدت الحرب الكلامية بين الدولتين أوجها بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انسحاب بلاده من الإتفاق النووي الذي تم توقيعه بين إيران والأعضاء الخمس بمجلس الأمن الدولي زائد ألمانيا، مقابل سعي دول الإتحاد الأوروبي وروسيا والصين  إلى المحافظة عليه ومطالبة الحكومة الإيرانية بالإلتزام ببنود الإتفاق رغم الإنسحاب الأمريكي منه.

وأمام تصاعد التهديدات الأمريكية لإيران هاجم الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأمريكي محذرا إياه من العبث بذيل الأسد، في ما رد عليه دونالد ترامب في تغريدة له على موقع “تويتر”  مخاطبا روحاني بالقول “إياك وتهديد الولايات المتحدة  مجددا وإلا ستواجه تداعيات لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ”.

وجاء تحذير ترامب للرئيس الإيراني بعد أن وجه له هذا الأخير  الكلام بصفة مباشرة قائلا “لا يمكنك أن تحرض الشعب الإيراني على أمنه ومصالحه”، مضيفا أن “السلام مع إيران سيكون أمّ كل سلام، والحرب مع إيران ستكون أم المعارك” وهدد بإغلاق مضيق هرمز في وجه ناقلات النفط الخليجي في حالة تم تشديد الخناق على صادرات إيران من هذه المادة الحيوية نحو الأسواق الدولية مخاطبا ترامب “لقد ضمنا دائما أمن هذا المضيق، فلا تلعب بالنار لأنك ستندم”.

وتزامنت تحذيرات حسن روحاني لنظيره الأمريكي مع التصريحات التي أدلى بها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي أمام حشد من الدبلوماسيين الإيرانيين في طهران يوم السبت الماضين، والتي قال لهم فيها “كما قلت في السابق لا يمكن الوثوق بكلام الولايات المتحدة ولا بتوقيعها، لذلك فلا فائدة ترجى من التفاوض معها”.

وفي معرض رده على المسؤولين الأمريكيين قال وزير الخارجية الأمريكي في كلمة له أمام الجالية الإيرانية في كاليفورنيا  “لسنا خائفين من أن نستهدف النظام على أعلى مستوى”، وأكد بومبيو في هذا الخصوص أن إدارة ترامب ستعمد إلى شن حملة إعلامية ضد النظام الإيراني، لكي يعرف الإيرانيون العاديون داخل إيران وفي العالم أجمع أن أمريكا تقف إلى جانبهم”، وذلك عبر إطلاق قناة متعددة الوسائط (تلفزيون، إذاعة، صحافة رقمية ومواقع تواصل اجتماعي) باللغة الفارسية تبث على مدار الساعة.

ويتخوف خبراء دوليون من أن يؤدي استمرار التراشق الكلامي بين الولايات الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى إشعال حرب كبيرة بين الطرفين لايمكن التنبؤ بحدود مخاطرها وانعكاساتها السلبية على منطقة الشرق الأوسط والسلم الدولي، ناهيك عن الأضرار المباشرة التي ستلحق بالإقتصاد العالمي بسبب الإرتفاع الصاروخي الذي ستشهده أسعار البترول جراء اندلاع هذه الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى