الأخبارمجتمعمحلياتمستجدات

تغيير الكتب المدرسية يخلق حالة ارتباك بمؤسسات التعليم العمومي

الخط :
إستمع للمقال

كعادتهم كل سنة، تفاجأ أولياء أمور تلاميذ مؤسسات التعليم العمومي ومعهم شغيلة القطاع، بتغيير مجموعة من الكتب المدرسية بشكل معيب، يجبر الأسر على اقتناء كتب جديدة مطابقة لمواصفات الطبعة الجديدة لهذه السنة، حيث وجدوا أنفسهم بين مطرقة ندرة هذه الكتب وتحمل عبء التنقل الى مراكز المدن لاقتنائها بالنسبة لأسر العالم القروي من جهة، وبين سندان الاحتفاظ بالكتب المستعملة التي يرفضها الأساتذة بدعوى انها لا تتوافق مع طبعة السنة الجديدة وهو ما يخلق حالة ارتباك على مستوى الفصل الدراسي.

وفي تصريح للموقع، أكد مصدر نقابي انه رغم اعتماد الوزارة لمنهاج جديد تحت اسم “المنهاج المنقح” شمل مختلف مستويات التعليم الابتدائي، الا ان هذه الكتب تخضع بصفة سنوية لتغيير، تحت اسم “طبعة 2020″، “طبعة 2018″، حيث تختلف مضامينها بشكل كبير، يدفع الأساتذة الى مطالبة المتعلمين باقتناء نسخ حديثة، نظرا لحالة الارتباك التي تطرحها هذه المسألة داخل الفصل.

من جهة أخرى يعود سبب اختلاف الكتب من تلميذ الى آخر بمؤسسات التعليم العمومي، بالطريقة المعتمدة في تدبير مبادرة مليون محفظة، حيث يستفيد بموجبها جميع التلاميذ من الكتب واللوازم المدرسية بشكل متفاوت، حيث ان غالبية المؤسسات التعليمية، خاصة بالعالم القروي، تفرض تغطية النقص الحاصل في توزيع الكتب الجديدة أي النسخ الحديثة، بكتب مستعملة بطبعات قديمة، وهو إشكال يطرح كل سنة، ويخلق بصفة مستمرة حالة ارتباك بمجموعة من الفصول الدراسية،دون ان تتم معالجته، مما يضرب في العمق جميع مبادرات إصلاح أعطاب المدرسة العمومية، بل ويخلق اختلالات جديدة.

من جانبهم يشكو منتسبو قطاع التعليم، من التغيير الغير المفهوم الذي يشمل طبعات الكتب، فبعدما استبشروا خيرا بالمنهاج المنقح الجديد، الذي أحدث ثورة على مستوى سلك التعليم الابتدائي، يتسبب تغيير نسخ الكتب بشكل سنوي، في خلق حالة ارتباك داخل الفصول الدراسية، الى جانب استنزاف طاقة الشغيلة التعليمية في اكتشاف هذه النسخ المشوهة.

هذا ورغم انطلاق الموسم الدراسي، واصدار مجموعة من النسخ الجديدة للكتب، إلا أن دلائل الأستاذ المرتبطة بها وهي نسخ يقل الإقبال عليها، لم تصدر بعد، مما يطرح الكثير من التساؤلاء حول السبب الحقيقي الذي يدفع الوزارة الى إحداث تغييرات جديدة سنويا بالكتاب المدرسي، رغم خروج مشروع المنهاج المنقح إلى الوجود، والذي لم يمض على تنزيله سوى حيز قليل من الوقت، دون استشارة المعنيين بالأمر، وهم الشغيلة التعليمية بالأساس وكافة مكونات المنظومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى