تقرير أممي: العالم بعيد عن تحقيق هدف حصر الاحترار في 1.5 درجة مئوية

توقعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، في تقرير جديد صدر اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، أن تسهم الخطط المناخية التي وضعتها دول العالم في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة لا تتجاوز 10 في المائة بحلول عام 2035، وهو ما يجعل العالم بعيدا عن المسار المطلوب لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.
وأوضح التقرير أن الانبعاثات يمكن أن تنخفض بنسبة تصل إلى 60 في المائة مقارنة بمستويات عام 2019، إذا تم الالتزام الكامل بالتعهدات المعلنة، وهو ما قد يمنح فرصة للإبقاء على ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو الحد الذي يعتبره العلماء ضروريا لتفادي الآثار الكارثية للتغير المناخي.
ويأتي هذا التقرير قبل تسعة أيام من قمة قادة العالم المقررة يومي 6 و7 نونبر المقبل في مدينة بيليم البرازيلية، والتي ستشكل محطة تمهيدية لمؤتمر الأمم المتحدة المقبل حول المناخ (كوب 30). وتُظهر خلاصاته أن العالم ما يزال بعيدا عن تحقيق التزاماته المناخية، رغم الجهود المعلنة من قبل العديد من الدول.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد حذر الأسبوع الماضي من أن العالم يسير نحو الإخفاق في احتواء الاحترار عند 1.5 درجة مئوية خلال السنوات القليلة المقبلة، داعيا إلى تحركات عاجلة وجريئة قبل فوات الأوان.
وأجرت الأمم المتحدة تقييما للخطط الوطنية التي قدمتها الدول في موعدها المحدد نهاية شتنبر الماضي، والتي توضح فيها نسب خفض الانبعاثات وآليات التنفيذ، غير أن غياب العديد من الخطط الوطنية حال دون إعداد تقييم شامل ودقيق.
وفي هذا السياق، أقر سايمن ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاق الأمم المتحدة الإطاري بشأن تغير المناخ، بأن البيانات المتاحة تمثل فقط الدول التي تنتج أقل من ثلث الانبعاثات العالمية، مما يجعل الصورة “محدودة نوعا ما”.
وأضاف ستيل أن هذه المعطيات، وإن كانت غير مكتملة، تشير إلى أن الانبعاثات العالمية قد تنخفض بنحو 10 في المائة فقط بحلول عام 2035، مؤكدا أن البشرية بدأت للمرة الأولى في خفض منحنى الانبعاثات، لكن هذه الجهود لا تزال بعيدة عن المستوى المطلوب لمواجهة أزمة المناخ.



