اخبار المغربمجتمعمستجدات

توفيق بوعشرين في زمن التراشق الإعلامي و”حشيان الهضرة”.

الخط :
إستمع للمقال

لا بد من الإقرار بصعوبة الكتابة عن الزميل توفيق بوعشرين، الصحافي، ومدير النشر السابق الذي أدين بتهمة الاغتصاب والمتاجرة في البشر.

ماذا نقول سوى أن الرجل ينطبق عليه فعلا المثل المغربي: “فين ما ضربتيه يسيل دمو”. فهو من جهة سليط اللسان يتقن فن الملاسنة والشتائم، ومن جهة ثانية، سريع التطاول على الشرفاء، من زملائه في القطب العمومي، وزملائه في المواقع التي اختار هو وبعض المتنمرين نعتها بصحافة التشهير، لا لشيء سوى لأنها تقف حاجزا في وجه أحقادهم وسمومهم وابتزازاتهم، بل إن المجموعة التي أصبح ينتمي إليها صاحبنا نجحت إلى حد ما في زرع الفتن والأحقاد والشكوك بين أبناء المهنة الواحدة، شاهرين ألسنتهم وقنواتهم المليئة بالأوساخ، بدون حياء، لإعطاء الدروس للآخرين، وإشهار الأوراق الحمراء والصفراء يمينا ويسارا.

وإذا كان من الصعب الحديث عن هذا الصنف النادر من متعددي المواهب، فكيف يمكن الحديث عن بوعشرين الصحافي الذي طالما كان غارقا في لبلاجيا وتوظيف مقالات جاك أتالي، ما لم نقل سرقتها أحيانا؟. وكيف يمكن الحديث عن مدير النشر الذي يترك الفراغات في كتاباته لكي يملأها المصححون بالحكم والأقوال المنقولة عن الأدباء والمفكرين وكبار السياسيين في التاريخ، وكل هذا من أجل تلميع صورة السيد المدير، ولكي يظهر أنه واسع الاطلاع وذو ثقافة عامة.

لكن دعونا أيضا نحوم على المسؤول الذي بسببه تفجرت فضيحة لعلها الأولى في تاريخ الصحافة في المغرب، حيث أصبحت المهنة متهمة أمام القضاء، وتحول القلم إلى فاتك للنساء، لا يرحم الحائض ولا الحامل منهن. هذا ما لم نتحدث عن الصحافة التي تبيع ذمتها لعزمي بشارة، والشيخة موزة وجميع أنواع الفواكه والخضر.

دعونا نتعفف عن ذكر كل القاذورات التي اقترفها يوتوبر آخر الزمان، ونكتفي بالقول إن فيه تصدق الصفة الدارجة “راسو قاسح بزاااف”، بل إنه أصلب من الحجر وأصلد من الحديد، ما لم نتكلم عن “السنطيحة” البالغة وكأنها “بالكون” عريض في واجهة عمارة. فكيف لأمثال هؤلاء أن تسمح لهم النفس الأمارة بالسوء، كي يخرجوا على القوم في قوائم اليوتوب، ليظهروا صلافة انقطع نظيرها، ويعطوا الدروس والعبر لغيرهم؟، إن من يذكر المسؤول الاقتصادي العالمي ذا الجنسية الفرنسية دومينيك ستروسكان سيذكر طبعا قصة اتهام بالاعتداء الجنسي على عاملة نظافة في فندق، وبسببها سجن, وبسبب تلك الفضيحة غادر الحياة السياسية، رغم طموحاته وموقعه، لكنه لم يخرج بعد ذلك ليفتي في الناس، ولم يتقدم للرئاسيات الفرنسية التي كانت في متناوله، وهنا نلخص الأمر في حكمة مغربية شهيرة:”اللي يحشم يحشم على عراضو”، بل إن السؤال يمكن أن يتضخم إلى ما هو أكبر، وبه ننهي الكلام: كيف لمتهم بالبيع في أجساد البشر بأن يتحول إلى مفتي يلقن الدروس والعبر للغير؟ والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى