اخبار المغربرياضةمستجدات

تِرحاب المغاربة بالجماهير الجزائرية.. تجسيد لروح الأخوة وسياسة اليد الممدودة في مواجهة دسائس نظام العسكر

الخط :
إستمع للمقال

شهدت مدينة الدار البيضاء خلال اليومين الماضيين، على هامش المباراة المرتقبة بين المنتخب الجزائري ونظيره الغيني بملعب محمد الخامس، مشهداً آخر خارج المستطيل الأخضر، يتجلى في حفاوة الاستقبال التي خص بها المغاربة الجماهير الجزائرية التي حلت ببلادنا لتشجيع منتخبها.

فمن مطار محمد الخامس إلى شوارع البيضاء إلى المقاهي والفنادق، لمس الأشقاء الجزائريون حرارة الضيافة المغربية، بما يعكس عمق الروابط الإنسانية التي تربط الشعبين، بعيداً عن كل محاولات التفرقة والتأجيج التي ينهجها النظام العسكري الجزائري منذ عقود.

ولعل أبرز ما ميّز هذه الأجواء هو أن الجماهير الجزائرية تبيّنت بنفسها زيف ما تروّجه أبواق إعلام نظام العسكر، الذي يسعى جاهداً إلى تسويق صورة قاتمة عن المغرب وأوضاعه، غير أن الواقع الذي عايشه الجزائريون عن قرب، شكّل دليلاً قاطعاً على كرم الضيافة المغربية وأصالة الشعب المغربي، مفنّداً بذلك كل الأسطوانات المشروخة التي يحرص إعلام الكابرانات على ترويجها باستمرار.

هذا السلوك الشعبي ينسجم تماماً مع ما عبر عنه الملك محمد السادس في خطاب العرش بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربع جلالته على العرش، حين أكد قائلاً: “إن الشعب الجزائري شعب شقيق، تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، وتربطهما أواصر اللغة والدين والجغرافيا والمصير المشترك… وقد حرصت دوماً على مد اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول؛ حوار أخوي وصادق حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين”.

إن هذا الترحاب الصادق ليس جديداً على الشعب المغربي، بل ينسجم مع سياسة اليد الممدودة التي ما فتئ الملك محمد السادس يؤكد عليها في خطاباته، باعتبارها خياراً استراتيجياً لإعادة بناء جسور الثقة بين المغرب والجزائر.

وبقدر ما يعكس هذا السلوك الشعبي نُبل القيم المغربية الأصيلة، فإنه يوجه رسالة واضحة مفادها أن الشعوب لا تعادي بعضها البعض، وإنما تُفشل بسلوكها الحضاري كل مخططات صناع الفتنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى