الأخبارمجتمعمستجدات

جماهري يكتب: الشرق يشهد: الملك، عاهد ووفَى.. ووفّى! – الحكم عن طريق المعجزة –

الخط :
إستمع للمقال

سلط الصحفي عبد الحميد جماهري، مدير نشر جريدة الاتحاد الاشتراكي، ضمن عموده ”كسر الخاطر”، الضوء على الإصلاحات والأوراش التنموية، التي أطلقها الملك محمد السادس في الجهة الشرقية للمملكة، والتي حققت نتائج باهرة.

وجاء ذلك ضمن عموده “كسر الخاطر”، لعدد يوم غد الإثنين من جريدة الاتحاد الاشتراكي بعنوان ”الشرق يشهد: الملك، عاهد ووفَى.. ووفّى! – الحكم عن طريق المعجزة- ”، وهذا ما كتبه جماهري:

“بعد 20 سنة على خطاب 18 مارس 2003، الذي أطلق فيه محمد السادس مبادرة تنمية جهة الشرق، تشهد البوابة الشرقية للمغرب أن الملك قد عاهد و…وفی!

نشهد معها أيضا أنه وعد ووفى… ووفّى!

لقد أعلن الملك عن أفق واسع للمنطقة، ولم يكتف بالأحلام المشروعة، ولاشك، بل أطرها برنامج عمل طموح، جعلته المتابعة الدقيقة والمثابرة، قابلا للتنفيذ، لهذا صدقنا دهشة الناس، وكل الذين تكلموا في تخليد الذكرى 20، التي دعانا إليها الوالي، معـاد الجامعي مشكورا، هو نفسه اقتسم مع الحضور الدهشة، المشوبة بالافتخار، عندما أعاد على مسامع من حضروا تلك الأسئلة الاستنكارية، المبالغة بعض الأحيان عن قدرة المنطقة على الوصول إلى العتبة العالية التي رفعها الملك: الطريق السيار من فاس إلى وجدة مرورا بتازة، السكة الحديد من تاوريرت إلى الناظور وميناء الناظور ومنطقته الحرة، كلية الطب والمستشفى الجامعي، الطريق الساحلي السريع الناظور – وجدة باتجاه فجيج…

كان السؤال المخاتل، الذي يرخي بغير قليل من الظل على الورد المفترض في المستقبل.

لقد حققت المبادرة الملكية كل وعودها، ولعل الأهم والأكثر تداولا هو تحرر المنطقة من ارتهانها إلى الحدود، التي تحولت في يد القاصرين عن الوحدة، إلى سلاح سياسي وترابي اعتقدوه سيف داموقليس على رأس المغرب.

إن الأهم هو هذه القدرة على التحرر من حدود الشرق، ومن اقتصادياته، والتوجه بكل ثقة نحو ربط المنطقة بالدينامية الوطنية.

لقد استمعنا للشهادات… (ومنها واحدة للعلامة مصطفى بنحمزة تركت صدى عميقا، لما ميزها من بعد روحي إنساني، لقصص الملك مع الدوائر الدينية في المنطقة)، وتبين منها ما يلي: المشهد الظاهر، هو أن العقدين الماضيين غيرا من رأي أهل المنطقة.. إيجابيا، في أنفسهم، وتغيرت نظراتهم إلى ذواتهم بما نلمس من إيجابية تمس قدرتهم على خلق وضع مغاير يلزمهم أن يدفعوا به إلى مراتب متقدمة على درب تحقيق التحول الأكثر عمقا، بالانتقال إلى إنجاح المرحلة التالية، والقاضية بدعم الاستثمارات المدرة للربح.. وللشغل والثروة معا، ولعل ذلك سيكون أيضا للتغير الثقافي في المشهد العام، والمتمثل في تغيير (فيزيونوميا -physionomie) المنطقة، بما تحقق فيها.

لقد ذكرنا الكثير وبقي الكثير (توسعة مطار وجدة الدولي – الماء الشروب لوجدة تاوريرت، المحطة السياحية وجدة- سعيدية، مارتشيكا بالناظور، تكنوبول بوجدة…)، وستكون المرحلة المقبلة مرحلة، تطوير وجدة عاصمة لاقتصاد المعرفة، والناظور قطبا بحريا، صناعيا، وبركان قطبا للصناعات الفلاحية، كما تاوريرت قطبا للوجستيك، وفجيج وبوعرفة لاقتصاد الواحات والسياحة البيئية..)، وهي مطامح مرسومة تقوي تحرر الجهة الشرقية الذي تحدثنا عنه.. مع الحرص على اقتسام التنمية والثروة، وذلك لتجاوز التفاوتات داخل الجهة بين جنوب الجهة وشمالها، بحيث لا يكون التوزيع الجغرافي للمشاريع سببا في تعميق الهوة بين أقاليم الجنوب وأقاليم الشمال في المنطقة ذاتها.

قبل خطاب 20 مارس 2003، كان ملك البلاد قد ربط في أول خطاب للعرش في يوليوز 2000، بين مصير المنطقة الشرقية والمنطقة الشمالية، وهو ربط يقوي تحررها من اقتصاد الحدود ويزيد من تموقعها العمودي ضمن توجه المغرب نحو إسبانيا شمالا وإفريقيا جنوبا.

لقد أشار ملك البلاد إلى ضرورة الرفع من نسبة النمو في المنطقتين، والمنتظر أن ينعكس طنجة المتوسط على تدبير الناظور المتوسط من أجل دينامية معدية للجهة وخلق قدر ترابي واحد، يتقاطع فيه البحري والتجاري والاستثماري.

لقد كان جلالة الملك قد أطلق المبادرة التنموية في جهة الشرق (2003) قبل التوقيع على النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية (العيون 2015) والداخلة (2016)، وهو ما يعطينا فكرة عن (الحكم بواسطة المعجزة) ممثلا في النتائج.

لهذا، لقد حان زمن «تيجيفي» للانتقال إلى السرعة القصوى، ولعل من اللحظات الواعدة، هو هذا الزمن الجديد الذي يفتح سجل العلاقات مع أوروبا (إسبانيا والبرتغال) عبر مونديال الربط القاري 2030، والذي يسمح بعقد من الاستقرار والثقة المتبادلة لتطوير الهوية المتوسطية للمنطقة الشرقية، وهويتها الجنوبية الإفريقية (10 وفود حضرت الحدث وعرفت توقيع اتفاقيات مع الدول الحاضرة).

إن الهوية الكفاحية (درع الأمة الشرقية) والهوية الحضارية (منارة متوسطية) والهوية المتعددة (ماكيت مغرب مصغر) للمنطقة، مدعوة إلى التكامل والتفاعل من أجل الإنسان، وقد كان لافتا أن افتتاح معمل جديد للكابلاج كان له أثر كبير في التداول الإعلامي المحلي، وهو لوحده صورة مصغرة لانتظارات الناس من التنمية!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى