الأخبارسياسةمستجدات

خبير سياسي إسباني لـ”برلمان.كوم”: أتنبئ بفوز حزب الشعب بالانتخابات التشريعية وفيجو سيعزز العلاقات أكثر مع الرباط

الخط :
إستمع للمقال

أسفرت الانتخابات المحلية والجهوية التي أجريت بإسبانيا نهاية الأسبوع المنصرم، عن انتكاسة كبيرة لحزب رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز، وفي المقابل حققت خلالها المعارضة اليمينية مكاسب قوية. ما دفع بسانشيز إلى إعلان تنظيم انتخابات تشريعية سابقة لآونها، نهاية شهر يوليوز القادم.

وأثيرت العديد من التساؤلات داخل الساحة السياسية بالمغرب، بخصوص هذه الاستحقاقات التي شهدتها الجارة الشمالية للمملكة، والتي تعيش العلاقات بينهما أزهى أيامها، خاصة بعد التغيير الواضح في موقف مدريد من قضية الصحراء المغربية وإعلانها وبشكل رسمي ولأول مرة دعمها لمخطط الحكم الذاتي كحل جدي وواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

ومباشرة بعدما ظهرت نتائج الانتخابات المحلية والجهوية بإسبانيا، والتي مني فيها حزب سانشيز بهزيمة مدوية، طرحت مجموعة من التساؤلات المرتبطة بهذه المستجدات السياسية بالجارة الشمالية، خاصة في ما يتعلق بمصير العلاقات المغربية الإسبانية في حال كانت نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة امتدادا لنتائج الانتخابات المحلية والجهوية، خاصة وأن أحزابا يمينية متطرفة معروفة بعدائها للمغرب وتناصر الطرح الانفصالي، ظلت تعارض توجه حكومة سانشيز الجديدة في علاقاتها مع المغرب.

وفي هذا الصدد، أجرى موقع “برلمان.كوم” حوارا مع الخبير السياسي الإسباني ورئيس منظمة التعاون الإسباني المغربي طارق بن زياد، بيدرو إغناسيو ألتاميرانو، أجاب فيه عن مجموعة من الأسئلة المرتبطة بالتغيرات التي تشهدها الخريطة السياسية في إسبانيا، وما مدى تأثير ذلك على العلاقات بين مدريد والرباط، وكذا عن السبب في الانتكاسة غير المتوقعة التي تعرض لها الحزب الاشتراكي الذي يقود الحكومة في الانتخابات المحلية والجهوية الأخيرة.

أولا نشكرك سيد بيدور.. في البداية ما هو تعليقك على نتائج الانتخابات البلدية في إسبانيا، والانتكاسة غير المتوقعة التي تعرض لها الحزب الاشتراكي الذي يقود الحكومة؟

نتائج الانتخابات البلدية والإقليمية تعني تغييرًا جوهريًا في اتجاه السياسة الإسبانية. تسونامي أزرق حقيقي للحزب الشعبي على الخريطة الانتخابية الإسبانية بحجم كبير. هذا يفترض، أو يمكن أن يفترض بداية تغيير الدورة السياسية.

هذا، في رأيي، نتج عن ملل السكان الإسبان من سياسات الحكومة الاشتراكية المتحالفة مع الشيوعيين المناهضين للمؤسسات وللنظام “كبوديموس”، والأحزاب الانفصالية الباسكية والكتالونية. حكومة لم تكن أبدًا قادرة على تقديم استجابات مناسبة لمشاكل المجتمع الحقيقية، سواء في وقت أزمة كوفيد -19 أو في الأزمة الحالية التي سببتها حرب القرم (الحرب الأوكرانية الروسية).

لم نتمكن من الخروج من الأزمة، في الواقع نحن آخر بلد في الاتحاد الأوروبي (EU) يستعيد الناتج المحلي الإجمالي (GDP) بعد الوباء وارتفاع نسبة التضخم، فإسبانيا تشهد واحدة من أعلى المعدلات في الاتحاد الأوروبي بخصوص التضخم، والذي ألحق أضرارًا كبيرة بالسكان بسبب انخفاض الأجور والمعاشات التقاعدية. فعلى الرغم من رفع الرواتب والمعاشات، إلا أنها لم تكن كافية لمواجهة التضخم، وأصبحت سلة التسوق مشكلة اجتماعية حقيقية.

وبالإضافة إلى كل هذا، يجب أن نضيف كارثتين سياسيتين حقيقيتين، قانون نعم فقط هو نعم، حيث خرج ما يقرب من ألف مغتصب ومعتد جنسي في الشوارع، مما تسبب في فضيحة كبيرة داخل المجتمع، واتفاق حكومة سانشيز مع بيلدو الذي تواجد في قوائمه الانتخابية 44 إرهابياً من منظمة إيتا، من بينهم العديد ممن تورطوا في جرائم الدم. كانت هاتان القضيتان الأخيرتان حاسمتان في التحول الانتخابي.

هل من الممكن أن تكون نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعا إليها سانشيز امتدادا لنتائج الانتخابات المحلية والجهوية؟

على الرغم من وجود تحفظات كثيرة، نظرًا لأن الانتخابات المحلية والإقليمية ليس لها نفس الأصوات مثل الانتخابات العامة، فمن الصحيح أنها تحدد الاتجاهات. في الواقع، إحصائيًا، من يفوز بالسكان المحليين، يفوز بالانتخابات العامة.  لكن هذه ليست قاعدة دقيقة.

يمكنني أن أؤكد لكم أنه، وفقًا للحدس في الشارع في الانتخابات التشريعية، سيكون لدينا أيضًا تغيير في الحكومة وسيحكم اليمين، لكني أكرر، سيتعين علينا الانتظار ونرى كيف سيكون التصويت في كاتالونيا والباسك، معقل الأصوات المؤيدة للاستقلال، لكنني أعتقد أن قوة حزب الشعب في بقية البلاد هي لدرجة أنني أتجرأ على التنبؤ بأغلبية كافية لحزب الشعب ليكون قادرًا على الحكم دون مشاكل للأربع سنوات القادمة.

وهل من الممكن أن يفقد خلالها سانشيز الأغلبية في البرلمان؟

انسجاماً مع ما ورد في السؤال السابق بلا شك. لكن يجب أن نتذكر أن بيدرو سانشيز لا يتمتع بأغلبية في البرلمان، كما أن تحالف الأحزاب الشيوعية المناهضة للنظام والانفصالية يمتلكه، ولكن ليس حزب العمال الاشتراكي.

لذلك، كما هو متوقع، إذا فاز الحزب الشعبي في الانتخابات بأغلبية كافية، فإنه سيفكك التحالف المشار إليه في البرلمان بدون أغلبية، وبدون حكومة، ستكون لدينا حكومة محافظة في البرلمان بأغلبية محافظة.

كسؤال أخير هل سيكون لهذه التغيرات التي شهدتها الخريطة السياسية في إسبانيا تأثير على العلاقات بين مدريد والرباط؟

لدي بالفعل خبرة كافية في السياسة لأعرف أن العلاقات الإسبانية المغربية نادراً ما تتراجع. أنا متأكد من أنه في حالة فوز حزب الشعب، ستتم استعادة هذه العادة، يجب أن نتذكر أن بيدرو سانشيز، الذي فضل زيارة فرنسا، قد كسر العادة القائلة بأن الزيارة الأولى لرؤساء الحكومة الإسبانية في الخارج هي إلى المغرب. لهذا السبب، أعتقد أن السيد فيجو سيسافر إلى الرباط وستتعزز العلاقات أكثر، خاصة بين حكومتين لهما توجه محافظ بشكل واضح.

أما الموقف الإسباني بخصوص الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، فهو نفسه. لا أتوقع تغييرًا جوهريًا، ربما شيئًا تجميليًا مثل “سنكون دائمًا مع الأمم المتحدة” أو “نحترم قرارات الأمم المتحدة” ولكن دون التوقف عن الاعتراف بأن الحكم الذاتي هو الطريقة الأكثر واقعية وفعالية لإنهاء نزاع مصطنع استمر بالفعل لفترة طويلة.

لهذا السبب، أعتقد أنه سواء كانت النتيجة “PP” أو “PP + Vox” أو “PSOE” أو “PSOE + colalicion”، فلن يغير أي شيء بشكل أساسي، لكنني أواصل التحفظات المعتادة. لا أعتقد أن تغيير الحكومة، أو لا، ينطوي على تغييرات جوهرية في العلاقات الثنائية الحالية. ربما ستكون فوارق بسيطة أو مستحضرات التجميل السياسية ولكن دون الذهاب إلى أبعد من ذلك.

لذلك، أصبح من الضروري اليوم تعزيز العلاقات المدنية بين الشعبين لضمان استقرار العلاقات الثنائية. بهذه الطريقة سيمكن حماية العلاقات خارج التغييرات السياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى