
في ظل تصاعد المخاوف الشعبية ومقاطع الفيديو المتداولة حول اختراق الخصوصية عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، يزداد التساؤل حول ما إذا كانت تطبيقات مثل “شات جي بي تي” قادرة على مراقبة المستخدمين عبر الكاميرا والميكروفون دون علمهم.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير في المعلوميات هشام أهرار في تصريح خاص لـ”برلمان.كوم”، أن الذكاء الاصطناعي هو بالأساس تقنية تتيح للآلات محاكاة القدرات العقلية البشرية، مثل التعلم وحل المشكلات والتنبؤ بناءً على البيانات، لكنه أكد أن “شات جي بي تي”، الذي يُبنى على آلاف البيانات، ليست نتائجه دائما صحيحة.
وأشار أهرار إلى أن “شات جي بي تي” ليس لديه الحق قانونيا في استعمال الكاميرا والميكروفون، لكن الخطر يكمن في الإجراء الذي يتخذه المستخدم نفسه عند تنزيل التطبيق، فعند تنزيل البرنامج تظهر أذونات، وبموافقة المستخدم يحصل التطبيق على إذن بالدخول إلى الصور والمعلومات.
وشدد الخبير على أن “شات جي بي تي” يعمل في الأصل لمعالجة البيانات وليس لجمعها، ولكن بموافقة المستخدم يصبح قادراً على الوصول إلى هذه المعلومات.
وفي السياق نفسه، أشار أهرار إلى أن رئيس شركة Open AI “سام ألتمان” حذر سابقا من إعطاء البيانات الشخصية، لذا، يجب عند نهاية الاستعمال، إلغاء أذونات الكاميرا والميكروفون بشكل فوري، حيث تقع المسؤولية على عاتقنا لأننا نعطي الموافقة المسبقة لاستعمالهما.
ولاستعراض التناقض بين قدرات الذكاء الاصطناعي ومحدوديتها، استعرض أهرار تجربة مثيرة، فبعد تداول فيديو لفرنسي يسأل “شات جي بي تي” هل تراني فأجابه بنعم، كشف أهرار عن تجربته الشخصية، حيث سأل التطبيق عن جروح في وجهه، فرد عليه بوجود جرحين غائرين، رغم أن وجهه ليس فيه أي جرح. استفسره ايضا عن لون قميصه، أجاب بالأسود مع أنه كان أخضر، ورغم سؤاله عما إذا كان يراه، نفى ذلك.
ورغم أن تجربته الشخصية أثبتت أن “شات جي بي تي لا يستعمل الكاميرا ولا الميكروفون”، دعا أهرار إلى وضع أي أداة تكنولوجية أو ذكاء اصطناعي ما بين اليقين والحذر، لأنها يمكن أن تستعمل في أغراض سياسية أو عسكرية.
وحذر كذلك من برامج أخرى قد تشكل خطرا على الخصوصية، خاصة على البنات، عن طريق الإيميلات أو المواقع، كما نبه إلى مسألة أخرى “تطبيقات الإعلانات” التي تتم الموافقة على استعمالها، والتي قد تجعلك تلاحظ رغبتك في شراء منتج معين بعد الحديث عنه قرب الهاتف.
وقدم أهرار نصيحته للعيش بسلام مع هذه الأدوات بضرورة الدخول إلى الأذونات وإلغاء تفعيل الكاميرا والميكروفون بعد الاستعمال، كما أشار إلى أنه إذا كانت هناك معلومات شخصية جداً، فمن الأفضل عدم الاحتفاظ بها في الهاتف.
واختتم أهرار مؤكداً: يجب أن نأخذ الأمور بوسطية، وأكد على عدم وجود أي شيء رسمي يوضح بأننا مراقبون بشكل دائم.





