في خطوة غريبة، أعلن المجلس الإقليمي لتارودانت الذي يترأسه حزب التجمع الوطني للأحرار، عن نصب شاشة عملاقة بساحة 20 غشت بمدينة تارودانت، لمشاهدة مقابلة نصف نهائي كأس العالم فيفا قطر 2022، والتي ستجمع بين المنتخب المغربي والمنتخب الفرنسي، يوم الأربعاء المقبل، رغم أن نائب رئيس المجلس الجماعي لتارودانت المكلف بالرياضة، كان قد أعلن عن نفس المبادرة في وقت سابق.
ونشر مجلس إقليم تارودانت قبل ساعات منشورا على صفحته الرسمية بالفيسبوك، مرفوقا بصورة أعلن فيها عن هذه المبادرة، مؤكدا أنها ستكون تحت إشراف السلطات الإقليمية والمحلية، وبشراكة بينه وبين جماعة تارودانت.
ومن جهتها نشرت جماعة تارودانت التي يترأسها وزير العدل عبد اللطيف وهبي، نفس المنشور مرفوقا بنفس التعليق، في وقت كان النائب الثاني لرئيس جماعة تارودانت المكلف بالرياضة، قد نشر تدوينة بحسابه الرسمي بالفيسبوك، أمس الأحد، يبشر فيها ساكنة تارودانت، بنقل مباراة المغرب ضد فرنسا مباشرة، بساحة 20 غشت وسط المدينة، قبل أن يتم الإعلان اليوم عن تنسيق بين الجماعة والمجلس الإقليمي للقيام بهذه البادرة، رغم أن جماعة تارودانت لها من الإمكانيات ما يكفي للقيام بها لوحدها، خصوصا أن ميزانية جماعة تارودانت لوحدها تعادل ميزانية المجلس الإقليمي الذي يضم 89 جماعة، معظمها ترتكز في الجبال والمجال القروي.
وتقاطرت التعليقات على منشور صفحة المجلس الإقليمي، المنددة بهذه الخطوة وإقصاء المجلس لساكنة باقي مناطق الإقليم، خصوصا الجبلية منها، والتي تعتبر الأولى بمثل هاته المبادرات، خصوصا وأن جل سكان الجماعات الترابية القروية بالإقليم، خاصة تلك المرتكزة في الجبال، تفتقد لأماكن وفضاءات يمكنها متابعة مبارايات المنتخب الوطني فيها.
وتساءل بعض المعلقين عن سبب قيام المجلس الإقليمي بهذه الخطوة بمدينة تارودانت وعدم القيام بها في جماعات وأماكن أخرى أولى بها، حيث كتب أحد هؤلاء المعلقين قائلا: “وحنا لي فالجبال ما لينا الله، ولا حنا ما عندنا حق فالمجلس الإقليم؟ شويا ديال العدل..”، فيما كتب آخر: ” هذا راه مجلس إقليم ماشي مدينة، تا حنا بغينا شي شاشة فإيغرم وتالوين”، فيما علق آخر قائلا: ” مع من تشاورتو، ياك مانسيتو راكم مجلس إقليمي ماشي مجلس مدينة؟”.
يشار أن مجلس إقليم تارودانت يترأسه حزب التجمع الوطني للأحرار، بأغلبية تضم الأحزاب المكونة للتحالف الحكومي، حزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال، فيما جماعة تارودانت يترأسه حزب البام بأغلبية من مجموعة من الأحزاب.
